بعد قتال دام لـ3 سنوات.. لماذا انسحبت فاغنر من مالي؟

أثار إعلان المجموعة شبه العسكرية الروسية الخاصة ”” انسحابها من تساؤلات حول دلالات ذلك، خاصة أن عناصر الفيلق الروسي سيبقون في هذا البلد الواقع في ، بحسب بيان أصدره الفيلق الذي يتبع مباشرةً وزارة الدفاع الروسية.
ويأتي انسحاب فاغنر في وقت تشهد فيه مالي تصاعداً للأزمة الأمنية والسياسية، فقد كشفت هجمات شنتها أخيرا جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي، عن حجم الفوضى الأمنية التي تعرفها البلاد.
وتغادر فاغنر مالي بعد 3 سنوات من القتال قضتها في هذا البلد الذي يقوده مجلس عسكري برئاسة آسيمي غويتا، الذي سبق وأن تعهد باستعادة الأمن والاستقرار، لكنه يواجه متاعب في طريق ذلك.
خسائر كبيرة
يقول الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، إن “هذا الانسحاب في اعتقادي يعود إلى عدة أسباب، أهمها الخسائر التي منيت بها المجموعة خاصة على يد الانفصاليين الطوارق قبل أشهر”.
وبيّن لـ”إرم نيوز” أن “فاغنر فقدت نحو 46 مقاتلاً قضوا في معارك تينزاوتين شمالي البلاد، في حين اعتُقل مقاتلون آخرون، بالتالي هناك خسائر تكبدتها فاغنر في مالي لم تتكبدها في مناطق أخرى، حتى في أخطر النزاعات التي تخوضها روسيا في بلدان مثل أوكرانيا أو ليبيا”.
وشدد ديالو على أن “هناك قيادة جديدة لفاغنر تسعى إلى إعادة ضبط الأمور في أفريقيا، والتخلص من إرث يفغيني بريغوجين وأيضا سيطرة الكرملين؛ لذلك بدأت الانسحاب من مالي”.
وانتشر مقاتلو فاغنر في مالي بعد أن أطاح الجيش، الذي استولى على السلطة عبر انقلابين في عامي 2020 و2021، بالقوات الفرنسية وقوات الأمم المتحدة التي كانت تقاتل “التمرد الإسلامي” منذ عقد من الزمن.
وقد أُنشئ فيلق أفريقيا الروسي بدعم من وزارة الدفاع الروسية بعد أن قاد مؤسس فاغنر بريغوجين والقائد ديمتري أوتكين تمردا عسكريا فاشلا ضد قيادة الجيش الروسي، ثم غادرا إلى بيلاروسيا مع مرتزقة آخرين.
توجيه من الكرملين
بدوره، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، قاسم كايتا، إن “هناك تفسيرا واحدا لهذه المغادرة الهادئة لفاغنر من مالي، وهي أنها مغادرة تمت بتوجيه مباشر من الكرملين الذي له استراتيجية جديدة وهي التعويل على الفيلق الأفريقي الروسي لخلافة فاغنر وتولي زمام الأمور”.
وأوضح لـ”إرم نيوز” أن “هذا التوجيه ربما يتضح أكثر خلال الأيام المقبلة من خلال الكشف عن أبرز ملامح مهمة فيلق أفريقيا، التي ستتمثل في اعتقادي في تدريب الجيوش المحلية وعدم الانخراط في معارك أوسع قد تقود إلى خسائر ثقيلة في صفوف الروس، وتثير حفيظة الشارع في موسكو”.
إرم نيوز