
استقبل آلاف السودانيين في ولاية شرق دارفور عيد الأضحى، في ظل مخاوف أمنية وأوضاع إنسانية قاسية، فيما طغت آمال وقف الحرب على أماني الناس.
وتزامن عيد الأضحى مع حملات استنفار وتعبئة عامة تقوم بها الإدارة المدنية لحشد مزيد من المقاتلين إلى قوات الدعم السريع في مناطق شرق دارفور.
وشهدت ولاية شرق دارفور، خلال مايو السابق ويونيو الحالي، موجات نزوح كبيرة من مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، مما فاقم الأزمة الإنسانية القائمة قبل موجات النزوح الجديدة.
وقالت النازحة المقيمة في مركز إيواء جنوب، صافية عليو، إن هذا العيد هو أول عيد تجد نفسها فيه خارج منزلها، الذي غادرته مُجبرة جراء المعارك التي اندلعت في مدينة النهود مطلع شهر مايو الماضي، وسيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
وأشارت صافية، خلال حديثها لـ “دارفور24″، إلى أن الحرب حرمتهم ممارسة تقاليد العيد المعروفة، مثل صناعة المخبوزات وشراء الملابس الجديدة للأطفال، وذبائح الأضحية، والتجمع مع الأصدقاء والأقارب.
وينطبق حال صافية على آلاف الأسر السودانية في شرق دارفور، الذين أجبرتهم أعمال القتل والتعذيب الانتقالية التي صاحبت سيطرة قوات الجيش وحلفائه على ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار، التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
ويعد هذا العيد هو الرابع منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي سلبت السودانيين فرحتهم، ما بين لاجئين خارج حدود بلادهم أو نازحين في المخيمات ومراكز الإيواء، بجانب آلاف المستقرين الذين تحاصرهم عمليات القتال في قرى تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
وأعرب المواطن في مدينة الضعين، حسن جاد السيد، عن قلقه من تمدد العمليات القتالية بين الجيش والدعم السريع من كردفان إلى ولاية شرق دارفور، التي تبعد نحو مئتي كيلومتر شرق الولاية.
وقال جاد السيد لـ “دارفور24”: “أخبار الموت التي تصل كل يوم ومشاهد الجرحى ومصابي الحرب التي تصل مستشفيات المدينة أفسدت فرحة العيد، وتشير إلى الحزن وعدم الأمان، إذ لا تخلو أسرة من الحزن على قتيل أو مصاب أو مفقود أو أسير”.
وبالمقابل، أبدى عبدالله إبراهيم أبكر، الذي يقيم بحي التضامن وسط مدينة الضعين، ارتياحه من حالة الاستقرار الأمني التي شهدتها مدينة الضعين خلال أيام العيد.
وأوضح عبدالله في إفادته لـ “دارفور24” أن دوريات عسكرية عملت على حماية أحياء الضعين، بعد تزايد بلاغات النهب والتهديد داخل المدينة، مما ساهم بصورة كبيرة في استتباب الأمن.
وتخضع ولاية شرق دارفور لسيطرة قوات الدعم السريع.
دارفور 24