مقالات وآراء سياسية

في ذكراها السادسة : المجلس العسكري الانتقالي يعترف بإصداره أمر فضّ الاعتصام

بكري الصائغ

اليوم السبت ١٤/ يونيو الحالي تمر الذكري السادسة علي مجزرة فض الاعتصام التي وقعت في يوم الاثنين ٣/ يونيو ٢٠١٩م – وصادف يوم ٢٩/ رمضان ١٤٤٠هجرية- حين اقتحمت قوات نظامية من تشكيلات عسكرية مختلفة مقر الاعتصام بالخرطوم ، واستخدمت العنف المفرط بحق المتظاهرين المطالبين بحكومة مدنية، تم فض الاعتصام بالقوة في وقت كان المعتصمون يتأهبون للاحتفال بالعيد. وقتل خلال أحداث الفض نحو (٢٠٠) من المحتجين وعشرات الجرحى والمفقودين وفق تقارير غير رسمية، بينما قدرت إحصائية حكومية الضحايا بحوالي (٨٥) شخصا، ووثقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” (Human Rights Watch) عملية فض الاعتصام قائلة في تقرير لها إن الاعتداءات على المتظاهرين كانت “مُبرمَجة وقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية”، فيما تحدثت لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية) عن أن مليشيات الدعم السريع رمت جثث المحتجين في النيل الأزرق، حيث تم العثور على (٤٠) جثة طافية، وقد تمّ في هذا الصدد تداول فيديوهات على نطاقٍ واسعٍ تُظهر أفرادًا من الشعب السوداني وهم بصددِ إخراج بعض الجثث التي رُميت في النهر، وتُظهر مقاطع فيديو اخري تم تسريبها على فترات جماعة من قوات من الدعم السريع وهي تنكل بالمتظاهرين وتطاردهم في محيط القيادة العامة، بالإضافةِ إلى جرائم الترويع والقتل العَمد ومحاولة التخلص من الجثث؛ أفادت وسائل إعلام أخرى عن قيامِ عناصر تابعة لقوات الدعم السريع التي يقودها “حميدتي” – وهوَ نائب رئيس المجلس العسكري – باغتصابِ حوالي (٧٠) شخصًا من كلا الجنسين بهدفِ ترويع وتخويف المتظاهرين ومنعهم من العودة مُجددًا للإحتجاج، وقامت بعد المجزرة بقطع الإنترنت عن كامل السودان بهدفِ خلق «تعتيمٍ إعلاميّ» وهوَ ما نجحت فيه إلى حدٍ ما في ظل التضارب بينَ العدد الحقيقي للقتلى والجرحى وما جرى بالضبط خلال الأحداث الداميّة للمجزرة، لكن قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو “حميدتي” ظل ينفي على الدوام أي علاقة لشخصه بعملية الفض، بل أكد أنه كان يمنع قادة النظام السابق من التعرض للمعتصمين طوال 5 أيام التي سبقت الإطاحة بنظام البشير.

 

وقال “حميدتي” بعد وقوع المجزرة بعدة ايام ،إن لديه ما يقوله من شهادة بخصوص هذه الحادثة، لكنه يتحين الوقت المناسب تاركا الأمر للجنة التحقيق التي تم تكوينها لهذا الخصوص، وفي المقابل لم يقدم “حميدتي” توضيحا للوجود المكثف لقواته في ميدان الاعتصام، وهم يمارسون العنف وإهانة المتظاهرين وفق ما تُظهر مقاطع الفيديو، ويقول شاهد عيان على المجزرة لـ”جزيرة نت” إن المعلومات اللاحقة للأحداث الأليمة أفادت بأن عبد الرحيم دقلو شقيق “حميدتي” كان وراء مخطط فض الاعتصام، كما يؤكد أن قوات كبيرة من الدعم السريع والشرطة عمدت لاستخدام الرصاص والهراوات وحصار المعتصمين في محيط القيادة وأن العديد من رفقائه في الميدان سقطوا حين لاحقهم عشرات الجنود، لكنه لم يتمكن من معرفة مصيرهم بعدها.

 

حاول المجلس العسكري الانتقالي برئاسة الفريق اول/ عبدالفتاح البرهان بشتي الطرق والوسائل نفي التهم عن نفسه وعدم اشتراك المجلس العسكري في ارتكاب المجزرة، وان المؤسسة العسكرية ايضا لا دخل لهما لا من قريب اوبعيد في ما وقع بساحة الاعتصام، وقتها صرح البرهان للصحف والاجهزة الاعلامية، انه لم يعطي توجيهات بفض الاعتصام، كثير من الصحف المحلية والاجنبية قامت بنشر تصريحه علي نطاق واسع، الا ان الطامة الكبري التي لم يتوقعها البرهان ولا احد من اعضاء المجلس العسكري والقادة العسكريين، كانت عندما أقرّ المتحدّث باسم المجلس العسكري الفريق أول/ شمس الدين كباشي للصحافيين إنّ “المجلس العسكري هو من اتّخذ قرار فضّ الاعتصام ووضعت الخطة لذلك، ولكنّ بعض الاخطاء والانحرافات قد حدثت في ذلك اليوم.

 

عودة الي خبر نشر في “شبكة الجزيرة الاعلامية” في يوم ١٠/ يونيو ٢٠١٩م، تحت عنوان:- الكباشي عن فض الاعتصام: وقع خطأ في التنفيذ والمستهدف كان “بؤرة كولومبيا”، ولاهمية الخبر وعلاقته بالمقال اعيد بيثه مرة اخري:

قال المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان شمس الدين الكباشي إن “خطأ في التنفيذ” وقع خلال العملية الأمنية التي أفضت إلى فض الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم، الذي خلف عشرات الضحايا من المعتصمين. وأضاف الكباشي في مقابلة عبر الهاتف مع الجزيرة مباشر أن التخلص مما سماه “بؤرة كولومبيا” دون التعرض للاعتصام كانت محل اتفاق مع قوى الحرية والتغيير لكن الخطأ وقع في التنفيذ. وأشار إلى أن السلطات شكلت مجلسا للتحقيق في ملابسات مع جرى الاثنين الماضي أمام القيادة العامة. وكانت السلطات مهدت للعملية الأمنية بالقول إن منطقة “كولومبيا” القريبة من موقع الاعتصام باتت تشكل خطرا على الأمن العام بوصفها مسرحا للجريمة. -انتهي-

 

ونشر موقع “SWI swissinfo.ch” في يوم ١٣/ يونيو ٢٠١٩ خبر تحت عنوان:- “المجلس العسكري يعترف بأنه أمر بفضّ اعتصام الخرطوم”، وجاء فيه:- أقرّ المتحدّث باسم المجلس العسكري الحاكم في السودان مساء الخميس بأنّ المجلس هو الذي أمر بفضّ الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم في عملية تسبّبت بمقتل العشرات، وقال الفريق أول شمس الدين كباشي للصحافيين إنّ “المجلس العسكري هو من اتّخذ قرار فضّ الاعتصام (…) ووضعت الخطة لذلك، ولكنّ بعض الاخطاء والانحرافات حدثت”.-انتهي-.

 

من هو الفريق أول/ شمس الدين كباشي الذي ورط المجلس العسكري والقوات المسلحة؟!!- انه شخصية – كتبت عنها الصحف السودانية- يكتنفها الغموض الشديد بسبب مواقفه المتضاربة منذ لحظة دخول المجلس العسكري الانتقالي في أبريل ٢٠١٩م، ولا أحد من القادة العسكريين حتي اليوم رغم مرور ستة اعوام علي دخوله المجلس يعرف سبب اختياره عضو في المجلس العسكري رغم وجود ضباط أكثر كفاءة وخبرة منه، ويقال أن الفريق أول/ بن عوف هو من رشحه ليكون عضو بالمجلس، بل حتي أن كباشي نفسه تفاجأ بالانضمام للمجلس العسكري، ومنذ لحظة دخوله المجلس العسكري وكان كباشي علي الدوام في خلافات حادة ومناكفات مع “حميدتي” زميله في المجلس، ورفض رفض تام أداء التحية العسكرية لـ”حميدتي” الذي كان وقتها نائب رئيس المجلس واعلي مكانة من كباشي، وكباشي ونتيجة حبه للظهور في الاجهزة الاعلامية، هو من قام بلا اذن من رئيسه بكشف حقيقة من قاموا بالمجزرة وفض الاعتصام بالقوة، وهو الامر الذي أدخل كل اعضاء المجلس العسكري في احراج شديد.

 

وهناك ايضا قصة هروب كباشي من القيادة العامة في الخرطوم بسرية تامة الي بورتسودان، وفجرت هذا الهروب تساؤلات بين ضابط القوات المسلحة وتساءلوا كيف يهرب كباشي من المسؤولية العسكرية التي تسلمها من البرهان في أغسطس ٢٠٢٣م، ولم يلتزم بها وترك مبني القيادة العامة بلا مسؤول اخر ينوب عنه الاشراف علي المعسكر وادارة المعارك ؟!!، بعض الضباط سخروا من عملة الهروب، وقالوا أن كباشي خاف علي نفسه من الاغتيال بعد أن تسلم زمام الأمور في القيادة العامة بعد هروب البرهان الي بورتسودان، وان سبب الخوف يرجع الي انه يعرف الي حد هو مكروه بين ضباط القوات المسلحة بسبب انضمامه للمجلس العسكري ومجلس السيادة بدون رضا الضباط والجنود في المؤسسة العسكرية.

 

كتب الاستاذ/ فيصل محمد صالح، مقال في صحيفة “الشرق الاوسط”، كشف فيه بعض خفايا واسرار مجزرة فض الاعتصام وكتب:- أولى الحقائق هي الاعتراف الصريح والمُسجّل بالصورة والصوت للفريق شمس الدين كباشي عضو المجلس العسكري، في ذلك الوقت، الذي كشف فيه عن اجتماع عقده المجلس العسكري بحضور النائب العام ورئيس القضاء، وتم في الاجتماع اتخاذ قرار بفض الاعتصام، ثم تبع ذلك فض الاعتصامات المماثلة في عدد من المدن السودانية. الحقيقة الثانية هي الصور والفيديوهات التي حملت شواهد ودلائل واضحة على الوجود المكثف لقوات «الدعم السريع» في ساحة الاعتصام، ومشاركتها في الاعتداء على المعتصمين، مع وجود مجموعات أخرى بزي الشرطة والقوات الخاصة مع تسليح مكثف. الحقيقة الثالثة، وربما الأكثر إيلاماً، هي أن أبواب القيادة العامة للقوات المسلحة، الكثيرة والمتعددة، والممتدة بطول مساحة الاعتصام، قد تم إغلاقها في وجه المعتصمين الذين حاولوا الاحتماء بها خلال ساعات الاقتحام، وفي وقت واحد، رغم الصرخات والرجاءات، بما يكشف وجود تنسيق وتعليمات مشددة بذلك. طوال الأربع سنين الماضية، ظلت القيادة العسكرية للدولة، وعلى رأسها الفريق البرهان، تنكر مسؤولية القوات النظامية عن المجزرة، بما في ذلك قوات «الدعم السريع»، وتقول إنها كانت تخطط لحفظ الأمن في مساحة محددة، وإن هناك متفلتين انحرفوا عن المهمة المحددة، وفي مرات أخرى يحمّلون المعتصمين المدنيين وقوى «الحرية والتغيير» المسؤولية. الأدهى أن الفريق البرهان ظلّ رئيساً لمجلس السيادة لأربع سنين، منها سنتان من الحكم المطلق، ولم يتخذ أي إجراء تجاه مَن اتهمهم بفض الاعتصام. كما أنه، وبموجب القوانين المحلية والدولية والقانون الدولي الإنساني يعدّ مسؤولاً بشكل مباشر عمّا حدث بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، والحاكم الفعلي في ذلك الوقت. -انتهي-

 

واحدة من اقوي التعليقات التي نشرت عن مجزرة فض الاعتصام، ما كتبه الصحفي الراحل/ الفاتح جبرا:- البرهان وحميدتي هما “مهندسا خطة إجلاء المعتصمين بالقوة والمشرفين الحقيقيين على مجزرة الإثنين”.لقد كان واضِحًا أن المجلس العسكري، ومنذ اليوم الأول لوصوله إلى السلطة، لا يكنّ أي ود للحراك الشعبي ويتحيّن الفرصة لوأد الثورة الشعبية … ولهذا لم يكُن من قبيل المُفاجأة ارتكاب هذا المجلس لهذه المجزرة الدموية في حق المحتجين المُعتصمين المُسالمين وقتلهم وإزهاق أرواحهم بهذه الوحشية باستخدام القوّة المُفرطة والرّصاص”. ويضيف الكاتب “لقد غدر المجلس العسكري بالمُحتجّين وطعنهم في الظّهر غير مبال بالشهر الكريم ولا بأيام العيد، وحزن الشعب بأكمله وهو يودع خيرة شبابه، لكنها ضريبة الوطن ومهر الحرية الذي سوف يبذله هذا الشعب ما دام فيه قلب ينبض، ولا نامت أعين الخونة والجبناء”. – انتهي –

 

في يوم الثلاثاء الماضي ٣/ يونيو ٢٠٢٥م، لم تمر بهدوء الذكري السادسة علي مجزرة فض الاعتصام، والجرم الكبير الذي ارتكب في حق الشباب المسالمين في ساحة الاعتصام، فقد كتبت كثير من الصحف والمواقع السودانية والاجنبية عن ما وقع في هذا اليوم الكئيب وجددت ذكري الشهداء.

 

مرفق بالصورة والصوت تصريح الفريق أول/ شمس الدين كباشي عن فض الاعتصام.

العسكري السوداني يكشف كواليس فض

اعتصام القيادة العامة بالخرطوم:

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. قصصات صحفية هامة كشفت المستور:
    ١/-
    ماذا قال الفريق اول/ ياسر العطا عن زميله
    اللواء/ الصادق سيد مرتكب مجزرة القيادة العامة؟!!
    (…- الفريق ياسر العطا يستبق نتائج لجنة نبيل أديب ويؤكد ضلوع اللواء الصادق سيد في ارتكاب مجزرة القيادة العامة.. حسب إفادة الفريق ياسر العطا في قناة الشروق ان المجلس العسكري قرر الدخول إلى منطقة كولومبيا لمحاربة المخدرات والظواهر السالبة التي كانت تحدث ومعروفة لكل الناس . تم التنسيق مع النيابة في هذا الشأن ، وتم إرسال قوة من الشرطة غير مسلحة بالرصاص ويحملون فقط العصى والهراوات ، كانت قوات الشرطة مؤمنة بواسطة الجيش ، لم تصدر للقوات المهاجمة اي تعليمات بإطلاق الرصاص او أحداث الاذى الجسيم المقبوضين ، بل كانت التعليمات بأن تقوم القوات باعتقال الموجودين فقط .

    فُوجئ احد قادة قوات الدعم السريع (لم يسمها بالاسم) سوف اطلق عليه اسم (x) بوجود قوة يقودها اللواء الصادق سيد (لم يسمه أيضاً) عند منطقة الاعتصام بين بيت الرئيس ومبنى جهاز الأمن والمخابرات ، تنتمي القوة لقوات الدعم السريع وقوامها من المجندين الجدد الذي كانوا يتدربون في معسكر صالحة (لم يسمه بالاسم) في أمدرمان ، وقد فعل اللواء الصادق ذلك من تلقاء نفسه ومن دون التنسيق مع احد وذكر أنه جاء للمساعدة في فض الاعتصام لكن الضابط الرفيع في الدعم السريع نرمز له ب (x) أيضاً اخبره بأنه ليست هناك نية بفض الاعتصام وطلب منه إرجاع هذه القوات لمعسكراتها في أمدرمان ، فتعال اللواء الصادق سيد بأن العربات التي جلبت الجنود قد انصرفت ، فطلب منه الضابط (x) سحب هذه القوة الي الساحة الخضراء الي حين توفير سيارات تقوم بنقلها لامدرمان.

    لكن اللواء الصادق سيد عاد مرة أخرى بالقوة خلسة وعن طريق التسلل عن طريق شارع المطار وباغت المعتصمون بهجوم مفاجئ من ناحية صينية برى ، ثم تدخلت قوات (أخرى) لم يذكرها بالاسم وشاركت اللواء الصادق سيد في فض الاعتصام. واعترف الفريق ياسر العطا ان الضابط الذي نفذ العملية (اللواء الصادق سيد) (قيد التحفظ الان). -انتهي-
    المصدر-٢٠/ مايو ٢٠٢٠م- “Facebook”-

    ٢/-
    اطلاق سراح اللواء/ الصادق سيد:
    نشرت صحيفة “الشرق الاوسط” اللندنية في يوم ٣/ يونيو ٢٠٢٣ خبر تحت عنوان: “إطلاق سراح ضباط أدينوا بالجريمة”، جاء فيه، قال ميرغني إن البرهان أطلق سراح اللواء الصادق سيد «المتهم الرئيس بتنفيذ جريمة فض الاعتصام» ، ومعه جنرال آخر ، كانا رهن الاحتجاز بعد اشتعال الحرب بين قواته و«الدعم السريع». وأضاف : «المؤسف أننا رأينا ضباطاً من الجيش يحتفون بإطلاق سراحه عقب الحرب في 15 أبريل (نيسان)». ورأى ميرغني في إطلاق سراح الجنرالين المتهمين الرئيسيين بارتكاب جريمة فض الاعتصام بعد اشتعال الحرب ، «تأكيداً على عدم حرص البرهان على دماء شهداء الثورة». فقد أطلق المتهمين بالجريمة ، وأطلق سراح أعداد أخرى ، بمن فيهم المدانون بقتل المتظاهرين ، وعلى وجه الخصوص قتلة أحمد الخير ، من ضباط جهاز الأمن الذين ادانتهم المحكمة بالجريمة ، وأصدرت أحكاماً عليهم بالإعدام .- انتهي-.

    ٣/-
    سنوات من التستر على الجريمة:
    في تلك الجريمة – المجزرة ، قتل نحو 125 معتصماً سلمياً ، وفقد المئات ولا يزالون ، ناهيك بعمليات التعذيب والاغتصاب والترويع التي يقول شهود الجريمة إنها ارتكبت من قبل قوات بثياب نظامية ، ولم تفلح لجنة تحقيق كوّنها رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك ، في كشف المسؤولين عن الجريمة. وبعد مرور أربع سنوات على الجريمة ، واشتعال الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، وجّه البرهان الاتهام لهذه القوات التي يرأسها نائبه – وقتها – محمد حمدان دقلو (حميدتي) ، ما أثار أسئلة في أذهان الناس : لماذا تستر البرهان كل هذه الفترة على هذه المعلومة؟ وما الذي دعاه للتصريح الآن؟!! التسريبات تشير إلى أن البرهان لم يدل بهذا الاتهام أمام اللجنة المستقلة التي كونت برئاسة الخبير القانوني نبيل أديب ، لأنه لو فعل وقتها لظهرت نتائج التحقيق ، ولما استغرقت هذه السنين ، رغم وضوح الفيديوهات والصور التي وثقت الجريمة على مواقع التواصل الاجتماعي ، والتي أظهرت وجوه ورتب المتورطين بجلاء. لكن صمت البرهان سنوات ، في نظر العديد من القانونيين ، يعني في أحسن الأحوال أنه سيواجه تهمة «التستر على الجريمة» ، إذا لم تثبت التحقيقات ضلوعه وقواته فيها.

    يقول رئيس لجنة التحقيق المستقلة في جريمة «فض اعتصام» القيادة العامة ، المحامي نبيل أديب ، لـ«الشرق الأوسط» ، إن ما أدلى به البرهان أمام اللجنة لا يتم الكشف عنه في وسائل الإعلام ولا التعليق عليه. وكان البرهان قد مثل أمام لجنة التحقيق ، هو ونائبه في رئاسة المجلس العسكري الانتقالي المؤقت وقتها «حميدتي»، لكن اللجنة أبقت على تلك التحقيقات والإفادات قيد السرية.

    البرهان سبق أن أنكر مسؤولية المكون العسكري بشقيه وفتحت مجزرة «فض اعتصام» القيادة العامة جرحاً عميقاً في نفوس السودانيين ، لا يزال ينزف ويُبكي بسبب انعدام الأخلاق والمروءة التي دفعت قادة الجيش لارتكابها ، وهو ما أشار إليه القيادي في تحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير» ، المحامي المعز حضرة ، في إفادته لـ«الشرق الأوسط» ، بقوله: «تلك المحزرة أشبه بجريمة كربلاء التي ارتكبت بحق العترة النبوية الشريفة». وتابع: «البرهان ظل منذ جريمة فض الاعتصام ينكر مسؤولية المكون العسكري بشقيه (الجيش و«الدعم السريع»)، رغم أن الوقائع والقرائن تؤكد أن من قام بفض الاعتصام هو المكون العسكري بشقيه ، وبمشاركة «كتائب البراء» التابعة للحركة الإسلامية في الجريمة ، وطمس معالمها ، بل إزالة اللوحات التي رسمها الثوار على جدار قيادة الجيش ، قاطعاً بأن الجريمة تمت بموافقة القيادة العامة التي يرأسها البرهان.

    وتابع حضرة : «أن يأتي البرهان بعد أربع سنوات باعتراف أن (الدعم السريع) هي التي فض الاعتصام ، فهذا لن يبرئه ، بل يجعله شريكاً في التهمة ؛ لأنه يمثل رأس الدولة في ذلك الوقت ، وتقع المسؤولية الأولى عن الجريمة عليه». وأضاف : «البرهان ارتكب جريمة التستر وجريمة تضليل العدالة ، بالإدلاء بمعلومات كاذبة ، وهذا التصريح استهتار بالشعب السوداني وبثورته المجيدة»).
    – المصدر”صحيفة “الشرق الاوسط” اللندنية – 3/ أكتوبر 2023م ـ

    ٤/-
    خرج العطا في حوار إعلامي جديد تحدث فيه عن رفضه وادانته لقتل الثوار في الشارع وقال ان شباب الثورة اصحاب حق وقضية علماً بأن العطا هو احد اعضاء اللجنة الأمنية التي وافقت على فض اعتصام القيادة العامة فكيف (يسكت) العطا عن مجزرة القيادة ليأتي ويقول الحق في شهداء مجازر مابعد الإنقلاب !!، والملاحظ كل هذه الحوارات الإعلامية التي تحدث فيها العطا بجرأة لم تغضب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ولم يتعرض فيها العطا للسؤال او المحاسبة بالرغم مافيها من توجيه اتهام مباشر للقيادة انها تقتل المواطنين دون وجه حق وانها تلقي القبض على الأبرياء النزهاء من ابناء الوطن ، كل هذه الحوارات والتصريحات تابعها البرهان من مكتبه على شاشة التلفزيون، وعاد العطا ليجلس معه في اجتماعات المجلس الإنقلابي !!

    الظهور الإعلامي الأخير لياسر العطا وحديثه عن الوقوف بجانب الثورة ومناصرة لجنة التفكيك هل يشفع له ويغفر له ذنوب الماضي انه واحد من اعضاء اللجنة الأمنية للبشير ابان حكم المخلوع ، وعضو مجلس انقلابي ساهم في هذا الوضع الكارثي وكان جزءاً منه، وعضو اللجنة الأمنية مابعد زوال البشير وواحداً من أعضاء المجلس العسكري الذي وافق على فض اعتصام القيادة العامة.
    المصدر- صحيفة “الراكوبة” -٢٥/ يوليو ٢٠٢٢-

  2. بلغ رفيقك الشيوعي المخضرم في جامعة الفرع، نبيل أديب، أن هناك لجنة للتحقيق في مجزرة فض الاعتصام وهو على رأسها. ويبدو أن اختياره لم يكن عبثًا، فمَن أقدر من الشيوعيين على التمييع، والتلفيق، وخلق “طرف ثالث” لإخفاء الحقيقة؟ هذه ليست تجربة جديدة عليهم، فمنذ مجزرة بيت الضيافة وحتى اليوم، أثبتوا براعتهم في استرخاص الدم السوداني والتفنن في الهروب من العدالة، تحت شعارات لا تطعم جائعًا ولا تنصف مظلومًا.

    1. الحبوب، فقيرى.
      تحية طيبة.
      لماذا فشلت لجنة التحقيق برئاسة نبيل اديب في عملها؟!!
      وماذا كتبت الصحف السودانية عن المحامي/ نبيل اديب؟!!
      ١/-
      الاستاذ نبيل اديب عبدالله ظل يتمتع باحترام واسع فى الاوساط السياسية والقانونية السودانية ، كاحد الاسماء البارزة الحضور فى مناصرة قضايا الحريات وحقوق الانسان ونشر الوعى بها ، وساهم عمليا فى الدفاع عن الكثير من المناضلين من مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية والحديث عن المعطيات ليس منة تقدم اليه فى موضع استرضاء بل هو استحقاق للرجل لاجدال فيه. الا ان رغم الترحيب الواسع بخطوة تشكيل اللجنة ،فان هنالك تحفظات جدية تتعلق باختيار الاستاذ نبيل اديب رئيسا للجنة .

      اولى التحفظات ان الكثيرون يرون ان نبيل اديب ليس الشخص المناسب لهذه المهمة البالغة الحساسية ، لارتباط اسمه فى الماضى القريب بالدفاع عن جزار الانقاذ ورئيس جهاز الامن والمخابرات السابق صلاح قوش ، وذلك عندما كان متهما بتدبير محاولة انقلابية ضد نظام البشير. وما يعضدد هذا التحفظ ان نبيل اديب وقتها ذهب متطوعا للدفاع عن قوش. مهما كانت دوافع الاستاذ نبيل فى تطوعه للدفاع عن قوش ، فانه لايعقل بالمطلق ان يتولى نفس الشخص الذى دافع عن المدير السابق لمنظومة الانقاذ الامنية بكل تاريخها الاجرامى المعروف ، رئاسة لجنة التحقيق فى هذه المجزرة التى ارتكبتها نفس المنظومة التى كان يقودها فى السابق ، والتى لا زالت تضم كثير من المقربين منه، كما انه من غير المستبعد ان يكون قوش شخصيا شريكا فى التخطيط لهذه الجريمة مثار التحقيق.

      ثانى التحفظات التى يتم تداولها فى الوسط القانونى هى ان السيد رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك قد قام باختيار الاستاذ نبيل اديب رئيسا للجنة التحقيق ، دون ان يقوم باستشارة لاوزير العدل ولاالنائب العام ولا اللجنة القانونية لقوى الحرية والتغيير ،ولا حتى قوى الحرية والتغيير نفسها !!! كما لم يستانس برأى رابطة محامى دارفور او التحالف الديمقراطي للمحامين، وهى الجهات التى كان يجب ان يستناس برايها فى تعيين بهذا القدر من الحساسية والتعقيد ، واكتفى فقط بالدائرة الخاصة حوله فى هذا التعيين .- انتهي- المصدر- صحيفة “الراكوبة”- ٢٧/ اكتوبر ٢٠١٩-

      ٢/-
      اتهم رئيس لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة في السودان نبيل أديب، أجهزة حكومية بعدم التعاون، ورفض تسليم مقاطع الفيديو المطلوبة من كاميرات المراقبة الموجودة حول موقع اعتصام قيادة الجيش السوداني ، وقال نبيل أديب، خلال مؤتمر صحافي في وزارة الإعلام، إن “ظهور مقاطع الفيديو لأحداث فض اعتصام القيادة في الوقت الحالي يؤثر على سير العدالة”، لافتاً إلى أن الاحتفاظ بها خلال الفترة الماضية “إخلالٌ بالقانون وتقويضٌ للعدالة”. وكشف أديب في تصريحات لـ”الشرق”، أن الجهة المستفيدة من إخفاء هذه المقاطع هي “الأشخاص المتورطون الذين يحاولون إخفاء البيانات عموماً “، لافتاً إلى أنه “من المتوقع في جريمة بهذا الحجم، أن تكون هناك جهات تحتفظ بمعلومات ولا تريد أن تبلغها للجنة”. وقال رئيس لجنة التحقيق في أحداث فض اعتصام القيادة العامة في السودان، إن الاتحاد الإفريقي رفض تزويد اللجنة بمعينات العمل الفنية لإكمال التحقيق، مشيراً إلى أن اللجنة “رفعت الأمر إلى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك لمواجهة النقص المالي والفني”.
      – المصدر- “الشرق”-11 أبريل 2019-

      ٣/-
      قال عضو تحالف المحامين الديمقراطيين السودانيين، المعز حضرة، “في تقديري أنه إذا كان لدى أعضاء لجنة التحقيق كرامة لاستقالوا وأتاحوا الفرصة لأشخاص آخرين يمتلكون الشجاعة والمقدرة والجرأة، فعلى الرغم من توفر البينات والوثائق والشهود، لم تتمكن اللجنة من أن تخطو خطوة واحدة للأمام نحو فك لغز هذه الحادثة”، وأوضح أن القائمين عليها ليست لديهم الرغبة أو القدرة على فتح بلاغات ضد الأشخاص محل الشبهة، لذلك ظلت هذه اللجنة بمثابة الخنجر في قلب الثورة الشعبية التي ما زالت مستمرة لإزاحة الانقلاب وعودة المسار الديمقراطي”. بحسب رئيس لجنة التحقيق في حادثة فض اعتصام القيادة، نبيل أديب، فقد تم استجواب أكثر من ثلاثة آلاف شاهد غالبيتهم جاءوا طوعاً، ونتيجة التقرير النهائي ستظهر الحقيقة كاملةً، لكنه لم يؤكد أن ما جرى أثناء فض اعتصام القيادة مطابق لوصف “جريمة ضد الإنسانية” أم لا.
      المصدر- “اندبندنت عربية” -1/ مايو 2022.

      ٤/-
      وكانت لجنة التحقيق في فض الاعتصام، ذكرت على لسان رئيسها المحامي نبيل أديب، مطلع مارس (آذار)، أن قوة أمنية استولت على مقرها، وسمحت لجهات مدنية بدخوله ومباشرة أعمال صيانة في داخله، ومنعت العاملين في اللجنة من الدخول واستلام أي معدات خاصة بعملهم. كما أمرت بإخلاء المباني التي كان يشغلها طاقم الحراسة الخاص باللجنة، وسلمتها للجهة المدنية المعنية. وسبق أيضاً أن طلبت وزارة المالية السودانية من اللجنة في فبراير (شباط) إخلاء مقرها، ما اعتبره مقرر اللجنة، صهيب عبد اللطيف، طرداً مباشراً لها من المقر، مؤكداً أن الأوضاع العامة عقب انقلاب 25 أكتوبر أصيبت بالتغبيش. وأوضح، “تملكنا إحساس بأن اللجنة غير مرحب بها من قبل الحكومة، على الرغم من أنها كانت تتعامل مباشرة مع رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك في الجانب المالي، بحسب ما جرى عليه العمل حينذاك، وبمقتضى قرار التكليف”.
      المصدر- “اندبندنت عربية” -1/ مايو 2022.

      ٥/-
      يقول رئيس منظمة أسر شهداء فض اعتصام القيادة، فرح عثمان فرح، إن “سير العمل في هذه القضية غير مبشر بتاتاً، من ناحية أن تغيير وتعيين وكلاء نيابة من وقت لآخر أدى إلى العبث بملفات القضية، فضلاً عن غياب الشهود، بالتالي لا أمل في الأجهزة القضائية والعدلية لتقوم بدورها الكامل، إذ تنعدم الإرادة القوية، وما يحدث الآن هو كسب مزيد من الوقت، لكن يجب أن يعرف كل من يريد تعطيل التحقيقات أن مثل هذه القضايا لا تسقط بالتقادم”.
      المصدر- “اندبندنت عربية” -1/ مايو 2022.

      ٦/-
      نبيل أديب يوضح اسباب تأخير
      عمل لجنة التحقيق في فض الاعتصام
      https://www.sudanakhbar.com/1255310

  3. مسؤولية فض الإعتصام ودماء الشهداء والمفقودين والجرحى تقع على عاتق المجلس العسكري الإنتقالي وقوات الدعم السريع وظلها القوات المسلحة والقوات الأمنية الأخرى سواء الرسمية أو الحزبية وللأسف الأسيف رئيس القضاء والنائب العام
    وإذا فلت هؤلاء المجرمين من عدالة الدنيا بتواطؤ المدعو/ نبيل أديب فلينتظروا عدالة السماء التي لا تخيب فكيف بإراقة دماء المعتصمين من الشباب والبنات والرجال وعدم مراعاة حرمة شهر رمضان والدنيا قبائل عيد، عليهم من الله ما يستحقون في الدنيا قبل الآخرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..