أخبار السودان

الفاشر: موتى يُدفنون بلا أكفان والناموسيات بديلًا عن الشاش الطبي

 

أطلق المدير التنفيذي للتأمين الصحي بشمال دارفور، الدكتور كرم الدين أحمد كرم الدين، نداءً إنسانيًا لإنقاذ الأوضاع في مدينة الفاشر، المحاصَرة من قبل قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، مشيرًا إلى أن الموتى يُدفنون بلا أكفان بسبب انعدام الأقمشة.

ورسم كرم الدين صورة مأساوية للوضع الإنساني في المدينة من خلال استعراض أسعار السلع والاحتياجات الأساسية، وانعدام بعضها تمامًا.

وقال في نداءٍ أطلقه عبر وسائل التواصل الاجتماعي واطّلع عليه “راديو دبنقا”، إن الحصار المستمر منذ أكثر من عام لم يُبقِ في المدينة شيئًا يُذكر، واصفًا ما يجري في الفاشر بأنه “كارثة حقيقية لا مثيل لها في التاريخ الحديث”، مضيفًا أن غالبية السكان اضطروا إلى مغادرة المدينة فرارًا من الجوع والغلاء.

ارتفاع تكاليف المستلزمات الصحية

ولفت إلى الارتفاع الحاد في أسعار الاحتياجات الصحية والعلاجية، موضحًا أن لفة الشاش بطول 90 ياردة، والتي تُستخدم لتضميد الجروح، بلغ سعرها 160 ألف جنيه، ما يعادل حوالي 60 دولارًا، ما اضطر البعض إلى غسل الشاش المستخدم وإعادة استعماله، فيما استُخدمت الناموسيات كبديل له.

وذكر أن الموتى يُدفنون بلا أكفان نتيجة انعدام الأقمشة، وقال: “لا توجد حتى دمورية لاستخدامها كبديل، حتى الشهداء لا يُوجد لهم كفن”.

انعدام الأدوية بشكل كامل

وأشار إلى انعدام جميع أنواع الأدوية بشكل كامل في الفاشر، وأن ما يُهرَّب من بعض القرى والمحليات المجاورة يُباع بأثمان باهظة، في حين يعجز مرضى الأمراض المزمنة عن الحصول على أدويتهم، وإن وُجدت فهي منتهية الصلاحية، حيث إن معظم الأدوية المتوفرة كانت من إنتاج عام 2022.

وأوضح أن السكان اضطروا إلى استخدام أطلال المباني كمستشفيات بديلة بعد تدمير جميع المستشفيات في المدينة، وأن المصابين جراء القصف يُنقلون عبر عربات الكارو أو الدرداقات أو حتى الأيدي. كما أشار إلى أن من يعملون على علاج المرضى هم كوادر طبية حديثة التخرّج، بعضهم درس عبر الإنترنت ولم يُكمل فترة الامتياز، لكنهم وجدوا أنفسهم مضطرين للعمل داخل المستشفيات. وأضاف: “لن أتحدث عن التعقيم، فهذه مرحلة لا نحلم بالوصول إليها أصلًا”.

المواطنون يقتاتون على الأمباز

وفيما يتعلّق بالوضع الغذائي، قال الدكتور كرم الدين إن المواطنين، دون تمييز، يقتاتون على الأمباز، ومن يجد بليلة الدخن فهو في عداد المترَفين. وأوضح أن الأطفال لم يشربوا الشاي منذ عدة أشهر، حيث بلغ سعر رطل السكر 25 ألف جنيه نقدًا، و50 ألفًا عبر التطبيقات البنكية، في حين بلغ سعر ربع الدخن 80 ألف جنيه نقدًا، و170 ألفًا عبر التطبيقات.

كما أشار إلى أن ملابس المواطنين أصبحت “رثّة وذات رائحة كريهة” بسبب عدم غسلها، حيث بلغ سعر صابونة الغسيل 23 ألف جنيه.

“كل مشهد في الفاشر مأساة”

وختم كرم الدين نداءه بالقول: “كل مشهد في الفاشر هو مأساة، بينما يتحدث المسؤولون في الدولة عن الحكومة والحصص الولائية والجهوية، ولا يتحدثون مطلقًا عن وضع الناس في الفاشر”.

دبنقا

‫3 تعليقات

  1. الله معكم ،،ربنا يفرجها عليكم ان شاءالله…الله في….لعنة الله على الكيزان والجنجويد وحركات دارفور المسلحة الله لا غزا فيهم بركة….

  2. سوف يمر هذا الخبر مرور الكرام علي الجنجويد والكيزان وناس مناوي وجبريل وطمبور ونخب دارفور الفاشلة المتلهفة للسلطة والثروة ومعظم الشعب السوداني ولن تهز فيهم شعرة لأننا نعيش عصر التفاهة وعدم الاحساس بآلام الآخرين والكل يقول نفسي نفسي انه عصر القونات واللايفاتية وصحفي الظروف وينكك وسياسي اخر زمن ولقد اثبتت واظهرت هذه الحرب ما بالدواخل من نتانة وعدم احساس وقلة مروءة، ،،هذا الشعب منتهي اخلاقيا الا القلة القليلة…

  3. يقول النبي صلى الله عليه وسلم :(دخلت إمراة النار في هرة حبستها لاهي اطعمتها ولاتركتها تاكل من خشاش الارض). فيما معناهو كديسة صغيرونة جوعوها كانت ماهي العقوبة نار نار نار فما بالك بمدينة كاملة باهلها وحيواناتها ومن فيها وعن سبق اصرار وترصد الله الله الله فيكم ان كنتم مسلمين ولاحول ولاقوة الا بالله اللهم قد بلغت اللهم فأشهد.
    نسأل العظيم رب العرش الكريم أن يفك اسركم ويفرج كربكم ويزيل غمكم ويهلك من يحاصركم ومن كان سببا في هذه الحرب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..