📝 أواب عزام البوشي
شهدت العاصمة المصرية القاهرة، أمس، زيارة متزامنة لكل من المشير خليفة حفتر، قائد قوات شرق ليبيا، والفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، في توقيت أثار تساؤلات وتحليلات واسعة في الأوساط السياسية، رغم أن الجهات الرسمية لم تؤكد وجود لقاء مباشر بين الطرفين.
وجاءت زيارة البرهان إلى القاهرة ضمن جولة دبلوماسية رفيعة المستوى، شملت لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث تم بحث عدد من الملفات المهمة، أبرزها جهود إعادة إعمار السودان بعد الحرب التي اندلعت في أبريل 2023، والتطورات الداخلية، والمساعي الإقليمية والدولية لاستعادة السلام، وملف الأمن الإنساني.
في المقابل، استقبلت مصر أيضًا المشير خليفة حفتر في زيارة منفصلة، في خطوة تعكس حرص القاهرة على متابعة التطورات المتسارعة في الملف الليبي وتأمين حدودها الغربية المتاخمة للسودان وليبيا، لا سيما في ظل الأحداث الأخيرة في المثلث الحدودي بين السودان وليبيا وتشاد، الذي شهد سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء منه عقب انسحاب بعض الحركات المسلحة السودانية بهدف الضغط على الحكومة في الخرطوم للحصول على مكاسب سياسية.
وتبرز أهمية هذا التزامن في الزيارات في ظل المخاوف الأمنية المتزايدة من تحوّل المثلث الحدودي إلى ممر لتهريب السلاح والمقاتلين، وتأثير ذلك على استقرار مصر والمنطقة.
كما ناقش اللقاء بين السيسي والبرهان ملف الأمن المائي في حوض النيل والتطورات السياسية في منطقة القرن الإفريقي، مؤكدين أهمية التعاون واحترام القانون الدولي لضمان حقوق دول الحوض كافة ومنع أي تصعيد قد يهدد الاستقرار الإقليمي.
وفي خطاب حديث، أشار قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان «حميدتي»، إلى ضرورة الحوار مع مصر بشأن منطقة المثلث الحدودي، مؤكّدًا مراجعة الحسابات بين الطرفين ورغبتهم في التفاهم عبر «التربيزة» لحل الخلافات، وهو مؤشر على توجهات قد تؤثر على الوضع الأمني في المنطقة.
ويرى مراقبون أن تحركات القاهرة المتزامنة مع حفتر والبرهان تعكس سعي مصر إلى لعب دور الوسيط والحفاظ على التوازنات الأمنية والسياسية في محيطها الإقليمي، خصوصًا في ظل استمرار الأزمات في ليبيا والسودان وتأثيرها المباشر على أمنها القومي.
