رسائل للاحباب: رسالة لسونا

عثمان يوسف خليل
عزيزتي سونا، رعاكِ الله وأبقاكِ، وبعد،
في المبتدأ، السلامُ عليكِ، والتحية والتقدير لشخصك الكريم، الذي أراه كغيمةً عالقةً فوق بلادنا المنكوبة، غيمة حبلى بالخير وتود ان تمطرُ غير ان رماد تلك الذكريات تحجبها.. وماذا بعد الحرب التى حولت كل جميل في الحى إلى رماد ذكرى..أزال الله تلك العثرات وأبدل العسر يسرا..هل تصدقيني يا سونا يا سونا ان قلت لكِ أراني ولأول مرة، ان الكلمات تختنق في حنجرتي، كطائرٍ حبيس، يعني بالواضح كده كطائر حبيس يتوق للحرية
لكني أبدأها بقوة: بسم الله الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم. وهي خير معين.
والان ياسونا دعيني أسألكِ، كما سأل سقراط تلاميذه: “متى يتحوّل الألم إلى حكمة؟” وسؤالي هنا اليك يشبه بسؤال حكيم الفلاسفة على مرّ التاريخ، متى يتحول الحزن الي فرح مع يقيني انكم اقدر من يفعل ذلك..
هل تصدقي ياسونا انه قد تعبت مني كلماتي وهي تعبر الي بحور الصمت إليك، منهكة ومتعبة من حملها، مثقلة بأسئلة ثقيلة ثقل أمتعة النازحين. فلا تساليني لماذا وكيف ومتى بل اسألي تلك العير التي تحمل رهطنا والقافلة التي نظعن معها..
ثم بعد ياسونا، ما رأيكِ أن نكسر جدار اليأس ونحكي؟ واسمحي لي بداية ان نتحدث عن الحرب ومآلاتها، وعن التشريد والنزوح، داخل البلاد وخارجها. فبلادُنا — يا سونا — لم تعد أرضًا تسكن ، بل جرحًا يعيد فتح نفسه كل يوم، فقد استباحها أولئك الاوباش…وخيولُ التتار الجدد التي لم تأتِ من صحراء الماضي، بل خرجت من ظلامنا نحن! وهذه أفعالهم الدنيئة تشهد عليهم. أولم يُدمّروا الحصون والمآذن؟، لكنهم نسوا أن حجارة المساجد تُسبح بحمد الله، حتى وهي تُهدم. كيف تُنسى ياعزيزتي..بالله كيف ننسى طفولة تبحث عن كسرة خبز او جرعة ماء بين أنقاض ما كان يُسمى وطنًا؟ وقد تصيبها هي الأخرى رصاصة طائشة…
تذكري انه حين قال الله تعالى للملائكة إنه جاعل في الأرض خليفة، سألوه: “أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟”..وهنا نحن اليوم، إجابة ذلك السؤال. لكنني أتذكّر دائمًا أن الزهرة الأولى نبتت من تراب الطوفان. فهل لنا ان نُصلح يا سونا، أم ننتظر أن يُصلح الله ما أفسدناه؟
ختاماً ان الأمل فيكم أنتم، وأنتم وحدكم الذين سوف يقومون بإعادة بناء البلاد والعباد من الحطام وبسواعدكم الفتية. وليس ذلك بالصعب، إن كانت لكم عزيمة قوية وهمّة لا تلين…ارجوكي ابقي طيبة لنفسك، ولمن تُحبين.
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
أستاذي الجميل /عثمان يوسف ، طبتم وطاب مسعاكم،سلمكم ربي ورعاكم بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،طال زمان إنتظاري لمكتوباتك تلك الرائعة بروعتكم،والتي كانت تفوح شذى زهر ولا زهر ! وتفوح املآ لطالما تشرحه إبتسامتكم الوضاءة ماشاء الله،،
دعني اسألك ما الذي حل عليكم وسوداننا قريبا بإذن الله سيتنسم رياح الحرية وإن دعي الأمر الجأر باعلي صوت ننادي علي البند السابع، حتى لو أعاد لنا حكم الإنحليز اللذين هم أفضل حكومة صنعت دولة السودان وتركته لنا كي نصنع وطناً احسن وللأسف عجزنا عن صنعه، طبعا لا اعني (الجيل الراكب راس) فهؤلاء من صنعوا التغيير الحقيقي، انا أعني الاجيال التي خلت وانتم للأسف منها، ويا استاذي لا اقلل من شانكم فأنتم هاجرتم بعز شبابكم ووهبتموه للغربة،، وإن شاء الله ماا تعقر،كما شدت تلك المغنية بتلك كلمات حمقاء ..المهم يااستاذي لو لحظتم اني تغاضيت عن ألمك المتعمد، وعذراً لكلمة متعمد، فيا استاذ عثمان للأسف انت كنت بغربتك وانا كنت بشارع محمد نجيب اقطن بين إرتكازين احدهم للجيش والآخر للمليشيا أنا لااحظ لأنني لم اكتب عنهم تتار كما كتبت انت ، وذلك لاصراري أقول أن ألمك متعمد،او توجهتم إليه بفعل التنويم المغناطيسي،او شغل الحجي الدجل الكجور الذي تحكم به هذه الحكومة ونبهنا إليها شاعر الحرية رحمة الله تغشاه حميد حين ردد قائلآ :_
*حيكومات تجي حيكومات تغور*،
*تحكم بالحجي بالدجل.. الكجور*
*ومره العسكري كسار الجبور*
*يوم بسم النبي تحكمك القبور*
، صدق جدآ جدآ حميد رحمة الله تغشاه وتغشي بلادنا المغبوونه البحكم العسكر مهيوونه، ارجع إليكم احكي لماذا انا ميسون لاانعت الجنجويد بالتتار ! بفجر يوم 15/4/2023الموافق 24 من رمضان !!! الذي لاا كان يحلو لهم القتال فيه إلا قبيل آذان المغرب ! وكان اهلي والجيران يصرون علي الخروج بصينيتهم التي صنعناها بقلوب مرتجفه ،والله يااستاذي وانا اطبخ كنت اتوقع رصاصة طائشه تأتيني وكنت اثق بانها لن تقتلني ولكني كنت اخافها تسقط بسبت خضاري ! لااعرف خوفي هذا ماسببه؟ وثقتي بان الرصاصة لن تقتلني هل فقط من كثرة ترديدي لاهازيج الثورة ونحن بالمواكب *(الطلقة مابتكتل بكتل سكات الزول)*. .
هل خوفي علي خرق الخضار الذي اعد به إفطار الصائمين اكثر من خوفي علي نفسي ! وهل هذه الثورة المجيدة المباركة شحنتنا قوة وحبآ للوطن لهذه الدرجة؟! ..أعاودك لذكري ذاك اليوم البائس انت تعلم باني إستأجرت شقة مجاورة لمنزل امي وقبل اليوم المشئوم حضرت لأمي مساءآ احمل إبريق شاي المغرب كي أحتسيه مع امي الحبيبة فلقد اصبحت بمفردها بعد سفر شقيقتي لزوجها بالمملكة العربية السعودية ،وبالفعل ظللت معها أتسامر إلي ان إنتصف الليل هرعت مسرعة لبيتي ولكن زوجي وأبنائي نائموون ولم يفتح لي الباب !!! فكان لابد لي من ان اسرع عائدة لبيت امي قبل إغلاقه وبالفعل حصلت الحبيبة وهي تحكم بالإغلاق،فإبتسمت ولكأنها تعرف باني لابد عائدة إليها !! فانا من غير أحضانك إلي من ألتجئ ياامي؟وهل بسواه اجد دفئآ؟حفظك الله ورعاك يأمي وجميع الأمهات ورحم منهن الأموات،،فيااستاذي وانا اقطع الخطوات القليلة مابين بيتي وبيت أمي اثار إنتباهي هذا الظلام الحالك ورددت لنفسي لماذا هذا الليل يشتد ظلمة؟ وانا بطبعي اعشق الليل فبه ابوح بكل أسراري وقصصي وحكاياتي ف الليل صديقي الوفي،لكن الليل الذي سبق حرب الخرطوم كان مخيفآ جدآ ! سبحان الله ولكأن الوقت يعلن حداده علي نهارآ قاائظآ حارآ ! طبعآ بفعل الآلة الثقيلة الغاشمة..استاذي الجليل قصة حرب الخرطوم التي هي مجموعة قصص حزينة مؤلمة وطويلة، وسوف اكتب لك وليل دوحة الخير يسوقني بهدوء إلى تذكر ليل الخرطوم.. في رسالتي القادمة اتمني ان اتحدث عن كيف نعمر بلادنا الحبيبة وإلي ذلك الحين اقول أستودعك الله الذي لاتضيع ودائعة مع تحياتي للأسرة الكريمة…
*د/ميسون خضر حسين الخضر*
*الدوحة-قطر*
*28/2/2025*
[email protected]