مقالات سياسية

غياب المنهج الموحد للتربية المسيحية في السودان

ايليا أرومي كوكو

كتبه الاستاذ / زكي كجو Zaki Kago ( زكي كجو )

1. تقريباً غياب المنهج الموحد منذ 1994

نعم، منذ أكثر من 30 سنة والحديث مستمر عن منهج موحد للتربية المسيحية،
لكن حتى الآن لم يتم الاتفاق عليه. السبب الأساسي غالبًا هو:
الانقسام الطائفي: كل طائفة (كاثوليكية، إنجيلية، أرثوذكسية… إلخ) تريد أن يُمثّل منهجها الخاص.
غياب القيادة الموحدة التي تضع مصلحة الطالب فوق كل خلافات.
2. ضعف التنسيق بين الكنائس ومجمع الكنائس السوداني
يوجد مجمع الكنائس السوداني كمظلة، لكنه لم يقم بالدور القيادي الكامل في هذا الملف.
الاجتماعات كثيرة، لكن بدون نتائج عملية.
الكنائس تتحدث أكثر مما تعمل، وهذا مؤسف.

3. ندرة معلمي ومعلمات التربية المسيحية
هناك فعلاً قلة في عدد المعلمين المؤهلين.
أغلب المعلمين متطوعين أو غير مختصين في التعليم،
بل بعضهم غير متمكنين من اللغة أو طرق التدريس الحديثة.
غياب التدريب المستمر والتطوير التربوي للمعلمين.

4. الطلاب والطالبات هم الضحية
كل عام يدفع الطلاب ثمن هذه الفوضى.
لا يوجد منهج رسمي معتمد، ولا كتب موحدة.
امتحانات الشهادة لا تراعي هذا التنوع، فيؤثر ذلك على الأداء الأكاديمي للطلاب المسيحيين.
ما هو الحل؟
الحل ليس سهلاً، لكنه ممكن إذا:

1. اجتمعت الطوائف المسيحية على “الحد الأدنى المشترك”
منهج موحد لا يتعارض مع عقيدة أي طائفة.
يشمل مبادئ إيمانية، سيرة المسيح، القيم الأخلاقية، وتاريخ الكنيسة.
يمكن أن يتفرع لاحقًا لأجزاء خاصة بكل طائفة في صفوف متقدمة.

2. أن يشكّل مجمع الكنائس لجنة مختصة (علمية، تربوية، كتابية)
مكونة من ممثلين عن كل الطوائف
يعملون مع وزارة التربية والتعليم لتقنين واعتماد المنهج.

3. الاستثمار في تأهيل معلمي ومعلمات التربية المسيحية
عمل دورات تدريبية حقيقية.
إعداد دليل للمعلم ومواد تعليمية مساعدة.

4. تقديم المنهج بلغة واضحة وحديث
وتحديثه حسب المراحل العمرية والاحتياجات الثقافية المحلية.
دعوة صريحة:

> إلى المطارنة، القساوسة، قادة الكنائس، ومجمع الكنائس السوداني:
كفاكم تأخيرًا. هذه مسؤوليتكم التاريخية والروحية. إن أبنائنا وبناتنا أمانة في أعناقكم.
إن لم تتوحدوا لأجلهم، فبماذا ستُسألون أمام الله؟
الحلول المناسبة لمشكلة التربية المسيحية في السودان

أولاً: الحلول على مستوى الكنائس والمجمعات

1. تشكيل لجنة قومية موحدة لمناهج التربية المسيحية
تجمع ممثلين من كل الطوائف (إنجيلية – كاثوليكية – أرثوذكسية – وغيرها).
تحت رعاية مجمع الكنائس السوداني وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
تختص هذه اللجنة بـ:
إعداد منهج موحد للمدارس.
كتابة الكتب الدراسية المعتمدة.
متابعة تدريس المادة وتقييمها.

2. الاتفاق على منهج موحد ومشترك
يركز على:
الإيمان المسيحي الأساسي.
سيرة المسيح.
القيم الكتابية.
أخلاقيات الحياة.
قصص من الكتاب المقدس.
ويُسمح للطوائف بتقديم إضافات خاصة بها خارج الإطار المدرسي أو عبر دروس الكنيسة.

3. تجنيب الخلافات الطائفية في الملف التربوي
لا يجوز أن تُفرض طائفة على الأخرى.
التربية المسيحية المدرسية يجب أن تكون عابرة للطوائف، لأنها تمثّل كل المسيحيين.
ثانيًا: الحلول على مستوى الدولة ووزارة التربية والتعليم

4. الاعتراف الرسمي الكامل بمادة التربية المسيحية كمادة ممتحنة ومعتمدة
يجب أن يتم تقييم الطلاب المسيحيين بعدالة.
إدراج المنهج رسميًا في كل المدارس التي تضم طلابًا مسيحيين.

5. إعداد كتب دراسية رسمية ومقررة
تكون صادرة من وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الكنائس.
مثل باقي المواد: كتاب + دليل معلم + كتاب نشاط إن وُجد.
ثالثًا: الحلول على مستوى المعلمين والمعلمات

6. تدريب وتأهيل معلمي ومعلمات التربية المسيحية
تنظيم ورشات تدريبية مستمرة.
إنشاء معاهد أو مراكز خاصة لتخريج معلمي التربية المسيحية.
توفير الحوافز والدعم لهؤلاء المعلمين أسوة بغيرهم.

7. توفير معلمين مختصين في كل المدارس التي بها طلاب مسيحيون
لا يجوز أن يُترك الطلاب دون معلم.
تكليف كنيسة كل منطقة بترشيح معلم معتمد بالتعاون مع المدرسة.
رابعًا: الحلول المجتمعية والروحية

8. رفع وعي الكنائس وأولياء الأمور بأهمية المادة
يجب أن يتوقف التهاون تجاه مستقبل أبنائنا.
تشجيع الأسر على المتابعة مع المدارس ورفع الشكاوى عند غياب تدريس المادة.

9. إطلاق مبادرات شبابية وتعليمية كنسية لدعم المادة
عمل تطبيقات ومواقع إلكترونية لدروس التربية المسيحية.
تقديم دروس تقوية في الكنائس للطلاب خلال السنة.
خامسًا: الحلول المؤقتة لحين توحيد المنهج

10. إعداد منهج تدريبي موحّد مؤقت من الكنائس الكبرى
يمكن للكنائس الكبرى (الإنجيلية والكاثوليكية مثلاً) إصدار دليل مشترك مؤقت.
يُستخدم في المدارس المسيحية وفي مناطق التداخل الطائفي حتى يتم الاتفاق الرسمي.
خاتمة:
إذا استمرت الانقسامات، فالمتضرر الوحيد هو:
> الطالب المسيحي السوداني
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..