مزمل عليم (موزارت)
” مدخل ”
بدون سابق إنذار حضرت إطلالة برنامج (كورة شو) في الإذاعة الرياضية (الصوت الرياضي الأول في السودان) وكان هذا شعارها المشهور منذ ولادتها في العام 2006 بواسطة الفنان والإعلامي يوسف السماني، منذ ذلك الوقت اصبحت هذه الإذاعة ملاذ ومتنفس لما تناقشه من قضايا رياضية بِشقَّيْهَا المحلي والعالمي مكملة ذلك بالمحتوى الثقافي والفني بالإضافة لمواكبة الأحداث الوطنية الكبرى فهي إذاعة متخصصة في الرياضة ولكن تحمل طابع التنوع البرامجي في لفتة بارعة لكسر جمود الإنتاج البرامجي لباقي الإذاعات ومحطات التلفزة المحلية ..
” برنامـج كــورة شـو ”
ربما منذ فترة الإعلامي الكبير مأمون الطاهر الذي ساهم بفتح نافذة الكرة العالمية في القنوات السودانية لم يستمتع المتابع الرياضي السوداني ببرنامج يختص بالكرة العالمية إلا بعد ظهور البرنامج الضجة (كورة شو) على موجة 104 fm التابعة للإذاعة الرياضية، في حينها كان الجميع يستقون أخبار الرياضة العالمية من الصحف اليومية أو مساهمات الأستاذ الهرم مأمون الطاهر في هذا المجال والقليل جداً من يمتلك قدرة امتلاك التكنلوجيا واستقاء الأخبار من خلال الانترنت بواسطة أجهزة الكمبيوتر ..
كورة شو برنامج شامل يختص بكل شؤون كرة القدم العالمية متخصصاً بكل تفاصيل الدوريات الكبرى في قارة اوروبا والبطولات الدولية الكبيرة ككأس العالم والبطولات القارية سواء للمنتخبات أو الأندية مع الاهتمام الطفيف ببعض الأحداث المهمة من باقي الرياضات كالتنس والسلة والبطولات الأولمبية ..
” من هو فراس طنون ”
من المفارقات العجيبة طيلة فترة استماعنا لبرنامج الكرة العالمية (كورة شو) لمقدمه فراس لم نكن نعرف إلا صوته ونطلق العنان لخيالنا لننسج الخيوط مكونة احتمالات لشكل صاحب هذا الصوت .. الى أن ظهرت منصات التواصل بصورة أوضح لدينا في السودان كفيس بوك وتويتر حتى تمكنا من رؤية أفضل محلل رياضة عالمية في السودان وبفضله أغلب الشباب أصبح مدركاً لمعنى رياضة عالمية بل تطور الأمر لكي يصل البعض لدرجة النقد والتحليل الرياضي .
فراس طنون خريج هندسة الحاسوب من اميز الجامعات التي تقدم دراسات الحاسوب في ذلك الوقت (كمبيوتر مان) ولكن لما يتميز به من ثقافة عالية وغزارة معلوماتية اتجه لمجال الاعلام الرياضي وبسبب تميزه كان مدير قسم الرياضة العالمية في الإذاعة الرياضية رغم سنة الصغير نسبياً وكل من يسمع صوته في ذلك الوقت كان يفترض صغر سنه لما يمتلكه من علم واسع في المجال البرامجي واسلوبه الشيق والجميل مع المتابعين ..
عمل في عدة صحف كـــ(سوكر) والمشاهد واجرى لقاءات صحفية شهيرة ابرزها نجم تشيلسي ومنتخب غانا الأسبق “مايكل إيسيان” وغيره من ابرز نجوم القارة .. بالإضافة لعمله التلفزيوني في قناة الدوري والكأس القطرية .. بعد رحيله عن الإذاعة الرياضية انتقل في تحول نوعي كبير الى قناة ” سكاي نيوز عربية ” في نجاح يحسب له بفضل الاجتهاد والتميز .
” هل توقف البرنامج بعد طنون ؟ ”
كنا نتعايش مع ضيوف البرنامج وبعضهم لا يقل ثقافة وتميز عن طنون فنذكر منهم كوتش محمد عطا، مهند منير، محمد الخير، سامر بكري ومحمد محجوب واخيراً أيمن اليماني المحلل المعروف في الوقت الحالي .. ربما اجتهدت هذه الشخصيات في تغطية غياب المؤسس عن البرنامج وإطلالة مهند منير كانت شاهدة على ذلك بالتوافق طبعاً مع محمد الخير وكوتش محمد عطا واليماني .
” التخصص الدراسي لا يؤثر على الموهبة بل يدعمها ”
دراسة الحاسوب وإجادة استخدامه ربما ساهمت في صقل موهبة فراس الإعلامية واكسابه القدرة على التعلم السريع ومتابعة كل جديد بما يختص بمجاله الأكاديمي ومجاله العملي الذي يتميز به ويعشقه .
ليس بالأكاديميات وحدها نحقق التفوق والنجاح بل الموهبة الفطرية مدعمة بالرغبة قد تصنع المستحيل والاعجاز.
” نفتقد لمثل هذه اللونية من البرامج حالياً ”
ربما لظروف الحرب التي عطلت كل المدخلات الداعمة للانتاج الإعلامي كثيراً ولكن حتى قبلها افتقدنا لمُقدمي البرامج المميزين المثقفين لذلك اصبحنا نرى برامج روتينية بائسة ومملة ينفر منها أغلب المتابعين الى البرامج في القنوات الإقليمية الآخرى سواء كانت سياسية أو رياضية أو غير ذلك .
” مسك الختام ”
لم اعتاد الكتابة عن أشخاص بعينهم سواء بصورة مدح أو ذم، دائماً أفضل شرح الفكرة بأُسلوب التعميم ربما هذا ديدني المعتاد، ولكن بمبدأ لكل قاعدة شواذ فكان استحضاري لبرنامج (كورة شو) ومقدمه الذي لم تجمعني به معرفة شخصية أو حتى لقاء عابر بل كان اللقاء عبر الأثير هو ومن معه من رُفقاء ..
لنستخلص أن النجاح والتفوق لا تمحوه السنين أو يُدفن في غياهب الزمان .
