مئات الفلسطينيين ينزحون من أحياء مدينة غزة مع إعلان إسرائيل بدء المراحل الأولى من الهجوم

مئات الفلسطينيين ينزحون من أحياء مدينة غزة مع إعلان إسرائيل بدء المراحل الأولى من الهجوم
صدر الصورة، Getty Images
قال مسؤولون في مدينة غزة إن فلسطينيين بدؤوا بالفرار من أجزاء من المدينة بعد أن بدأ الجيش الإسرائيلي المراحل الأولى من هجوم بري مخطَّط.
وقد تمكّنت القوات الإسرائيلية من السيطرة على أطراف المدينة، التي يقطنها أكثر من مليون فلسطيني، عقب أيام من القصف الجوي والمدفعي المكثف.
ونزح مئات الفلسطينيين من أحياء الزيتون والصبرة في مدينة غزة باتجاه الجزء الشمالي الغربي من المدينة.
وشهد قطاع غزة مظاهرات دعا إليها صحفيون ونقابيون وطلاب وممثلون عن منظمات المجتمع المدني، رفضاً للسيطرة الإسرائيلية التامة على القطاع.
ورفع المشاركون لافتات تطالب بوقف فوري للحرب، ومنع تنفيذ خطط إسرائيلية تهدف لتوسيع العمليات العسكرية، ومنع ما وصفوه بمخطط التهجير.
تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة نهاية
ودفع ذلك الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى تجديد الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار “لتجنب الموت والدمار” الذي سيؤدي إليه الهجوم “حتماً”.
وتسعى إسرائيل من خلال ذلك إلى الإشارة إلى أنها ماضية في خطتها “للسيطرة على مدينة غزة بالكامل”، على الرغم من الانتقادات الدولية.
وحذرت مصر إسرائيل من تبعات التصعيد العسكري الإسرائيلي على غزة، مطالبة بتدخل دولي عاجل لوضع حد للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وذكر بيان لوزارة الخارجية المصرية اليوم الخميس أن مصر تعرب عن “استهجانها” الشديد للسياسات التصعيدية الإسرائيلية، والتوسع في احتلالها للأراضي الفلسطينية سواءً في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
وأوضح البيان أن التمادي بـ”الجرائم المُمنهجة” ضد المدنيين الأبرياء ومواصلة التخطيط لتهجير الفلسطينيين من أرضهم سيؤدي إلى تأجيج الوضع المتأزم، ويعكس تجاهل كامل من قبل اسرائيل لجهود الوسطاء والصفقة المطروحة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والأسرى وتدفق المساعدات الإنسانية.
يأتي ذلك في وقت قالت فيه وكالة الأنباء الفلسطينية إن 10 أشخاص قتلوا وأصيب آخرون بجروح بينهم ثلاثة من منتظري المساعدات، اليوم الخميس، في قصف إسرائيلي في حي التفاح شمال شرق غزة وشارع صلاح الدين وسط القطاع، ومدينة خان يونس جنوباً.
صدر الصورة، Getty Images
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
ومن المقرر أن يعقد المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر، اليوم، جلسة لبحث “الخطط العسكرية لاحتلال مدينة غزة” ضمن ما يسمى عملية “مركبات جِدعون 2”.
وذكرت صحيفة هآرتس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتجه للمصادقة على “خطة السيطرة على غزة”، لكنه “يواصل الإبقاء على الغموض” بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي لم يُسمّه أن إسرائيل ستواصل “التفاوض تحت النار”.
وقال موقع قناة 12 الإسرائيلية إن الجيش يستعد لإخراج الفلسطينيين من مدينة غزة، ونقل عن متحدث عسكري قوله: “لن ننتظر. لقد بدأنا العمليات التمهيدية والمراحل الأولى للهجوم على غزة، وقواتنا تسيطر الآن على أطراف المدينة”.
وقال متحدث عسكري إن القوات الإسرائيلية تعمل بالفعل في منطقتي الزيتون وجباليا لتمهيد الطريق للهجوم الذي وافق عليه وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، يوم الثلاثاء، ومن المقرر عرضه على المجلس الوزاري الأمني المصغر في وقت لاحق اليوم.
وتستعد إسرائيل لاستدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط مطلع سبتمبر/أيلول، بهدف إتاحة المجال أمام القوات النظامية للتفرغ للعملية العسكرية.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه يعمل على “تقصير الجداول الزمنية” للسيطرة على ما وصفه بأنه “آخر معاقل الإرهاب” في غزة.
وفي بيان، اتهمت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بمواصلة “حرب وحشية ضد المدنيين الأبرياء في مدينة غزة”، وانتقدت ما وصفته بـ”تجاهله” لمقترح جديد لوقف إطلاق النار طرحه وسطاء إقليميون.
ولم تقدّم إسرائيل حتى الآن رداً رسمياً على الخطة.
ومن المتوقع أن يُطلب من مئات الآلاف من الفلسطينيين في مدينة غزة إخلاء منازلهم والتوجه إلى جنوب القطاع مع بدء التحضيرات لـ”خطة السيطرة الإسرائيلية”.
وأدان العديد من حلفاء إسرائيل خطتها، فيما حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الأربعاء، من أنها “لا يمكن أن تؤدي إلا إلى كارثة لكلا الشعبين، وتعرّض المنطقة بأسرها لخطر الانزلاق إلى دوامة من الحرب الدائمة”.
وفي السياق ذاته، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن عمليات النزوح الإضافية وتصاعد القتال “قد تفاقم وضعاً كارثياً بالفعل” بالنسبة لسكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت نيتها السيطرة على كامل قطاع غزة بعد انهيار المحادثات غير المباشرة مع حركة حماس بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الشهر الماضي.
ماذا قال المتظاهرون الغزيون؟
صدر الصورة، Getty Images
قال رفيق السرساوي، وهو من سكان حي الشجاعية، خلال مشاركته في مسيرة بقطاع غزة إن الهدف منها هو إيصال رسالة “للعالم ليسمع معاناة غزة”، مضيفاً أن ما يعيشه الناس هو “دمار فوق دمار”.
وطالب بوقف الحرب على غزة، مشيراً إلى أنه كما جرى التحرك لوقف الحرب في أوكرانيا يجب أن يكون هناك تحرك مماثل هنا، كما دعا الرئيس الفلسطيني إلى جمع الفصائل والجامعة العربية لإنهاء القتال.
وأضاف أن من بين الحلول الممكنة إتمام تبادل “الرهائن مقابل المعتقلين الفلسطينيين”، وتسليم سلاح حماس، داعياً الحركة إلى “الرحمة بغزة”.
واعتبر أن النزوح الجماعي نحو الجنوب قد يعني “انتهاء القضية الفلسطينية”، وطالب قيادة حماس بإنهاء الحرب بدلاً من “التنقل بين العواصم”.
وقال غزي آخر إن مشاركته في الوقفة جاءت “لتوجيه رسالة إلى العالم بضرورة إنهاء الحرب و”ما يجري من إبادة جماعية، خصوصاً في شمال قطاع غزة”، مضيفًا أن تهجير السكان إلى الجنوب يزيد من معاناتهم.
وتساءل: “من يتحدث باسمنا ويفاوض عنا، عليه أن يعيش ظروفنا أولاً، أن يكون بيننا في الخيام، وأن يقف معنا في طوابير الماء ليؤمّن شربة لأطفاله، لا أن يتفاوض من تحت المكيفات”.
أما أم عبد الرحمن الحجاج فقد وجّهت رسالتها إلى الوفد الفلسطيني المفاوض في قطر متسائلة: “على ماذا تفاوضون؟ دماء الشعب الفلسطيني وصلت إلى آخر قطراتها”.
وقالت إن غزة “نزفت بما يكفي”، مشيرة إلى أن “شبابنا فقدوا أطرافهم، وأطفالنا انقطعوا عن مدارسهم، والمستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب المرضى والجرحى”.
وأضافت: “نحن نريد إنهاء الحرب فوراً، فكلما طال الوقت زادت الدماء”.
وناشدت الدول العربية والإسلامية والأوروبية للتحرك، مؤكدة أن الفلسطينيين يرفضون التهجير ويتمسكون بالبقاء في قطاع غزة رغم كل المعاناة.
الصليب الأحمر: تكثيف القتال في قطاع غزة أمر “لا يحتمل”
ورأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس أن تكثيف القتال في قطاع غزة أمر “لا يحتمل” مع شن الجيش الإسرائيلي عملية جديدة في القطاع الفلسطيني وتكثيف قصفه عليه.
وقال كريستيان كاردون الناطق باسم اللجنة ومقرها في جنيف في رسالة إلى وكالة فرانس برس “تكثيف القتال في غزة يعني المزيد من القتلى والمزيد من النزوح والدمار والمزيد من الذعر”.
وأضاف “غزة مكان مغلق لا يمكن لأي شخص الفرار منه وحيث الحصول على الرعاية الصحية والطعام والمياه العذبة يتراجع” مشيراً إلى أن “أمن العاملين في المجال الإنساني يتراجع ساعة بعد أخرى”.
وختم بالقول إن الوضع “لا يحتمل”.
وتشارك اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل نشط في العلميات الإنسانية على الأرض في قطاع غزة، وقد شاركت في كل عمليات تبادل رهائن محتجزين في قطاع غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
17 سيناتوراً أمريكياً يدعون إسرائيل إلى السماح بدخول الصحفيين الدوليين إلى غزة
وناشد 17 عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي الأربعاء وزير الخارجية ماركو روبيو مطالبة إسرائيل بتوفير الحماية للصحافة الدولية والسماح لها بالوصول إلى قطاع غزة، وذلك بعد أسبوع من دعوة بهذا الاتجاه صدرت عن الرئيس دونالد ترامب.
وقال السناتورات، وهم 16 ديموقراطياً والسناتور المستقلّ بيرني ساندرز، في بيان إنّه “يتعيّن على الولايات المتّحدة أن توضح لإسرائيل أنّ حظر المنظمات الإعلامية وفرض رقابة عليها واستهداف أو تهديد أعضاء الصحافة هو أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف”.
وفي رسالتهم إلى وزير خارجية الولايات المتحدة، قال أعضاء مجلس الشيوخ إنّهم “يحضّون وزارة الخارجية على مطالبة الحكومة الإسرائيلية بحماية الصحافيين في غزة والسماح لوسائل الإعلام الدولية بالوصول إلى القطاع الفلسطيني المدمر” من جراء الحرب المستمرة منذ 22 شهراً.
وكان ترامب قال الأسبوع الماضي رداً على سؤال بشأن عدم سماح إسرائيل لوسائل الإعلام الدولية بدخول القطاع “سيكون أمراً جيداً جداً بالنسبة لي إذا ذهب الصحافيون” إلى قطاع غزة، مضيفاً “هذا أمر خطير جداً على الصحافيين، لكنّي أتمنى حدوثه”.
صدر الصورة، Getty Images
وأتى تصريح ترامب بعد أربعة أيام من غارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل ستة صحافيين، بينهم أنس الشريف وثلاثة من زملائه في قناة الجزيرة، في ضربة أثارت غضباً دولياً.
وفي رسالتهم تطرق المشرعون الأميركيون الـ17 إلى هذه الضربة.
وقالوا في بيانهم إنّ “إسرائيل لم تقدّم أيّ دليل واضح يثبت أنّ الشريف كان ناشطاً في حماس. في غياب تفسير مقنع للهدف العسكري من هذا الهجوم، يبدو أن إسرائيل اعترفت علناً بأنها تستهدف وتقتل الصحفيين الذين يكشفون للعالم حجم المعاناة في غزة”، مستنكرين ما قد يشكل “انتهاكاً للقانون الدولي”.
وشدّدت الرسالة على أنّ “تعزيز حرية الصحافة في العالم، والحفاظ على سلامة الصحافيين، والنهوض بالقانون الدولي، هي أمور ضرورية لمكانة الولايات المتحدة القيادية ولتعزيز مصالحها وقيمها”.