في الذكرى الخمسين عام علي اغبي واغرب محاولة انقلاب وقعت في السودان!!

بكري الصائغ
اليوم الجمعة ٥/ سبتمبر الحالي تجي الذكري الخمسين عام على محاولة انقلاب المقدم/ حسن حسين، والتي وقعت في يوم الجمعة ٥/ سبتمبر ١٩٧٥، ودخلت تاريخ الانقلابات العسكرية كاول محاولة انقلاب اسلامي في البلاد، هذه المحاولة كانت وبكل المقاييس – وعلي لسان الجنرالات الذين عاصروا وقتها هذه المحاولة -، انها تعتبر من أغرب واعجب الانقلابات التي وقعت علي الاطلاق في هذا البلد المنكوب بالانقلابات من أغرب واعجب الانقلابات التي وقعت علي الاطلاق في هذا البلد المنكوب بالانقلابات منذ عام ١٩٥٥(تمرد حامية توريت) وحتي محاولة الانقلاب التي وقعت قبل ايام قليلة في شهر اغسطس الماضي ٢٠٢٥، وتم اعتقال مخططيها بكراوي واحمد هارون، بل وان الكثيرين من اهل السودان مازالوا حتي اليوم غير مصدقين ان تكون الانقلابات سهلة وممكن وقوعها بهذا الشكل (السبهللي) كما انقلاب حسن حسين!!
تقول احداث ووقائع الانقلاب تمامآ كما وقعت في يوم الجمعة ٥/ سبتمبر ١٩٧٥:- في صباح يوم الجمعة 5 سبتمبر عام 1975، توجه المقدم/ حسن حسين عثمان وهو علي ظهر دبابة ومعه جندي واحد فقط بخلاف سائق الدبابة الي امدرمان قاصدآ مبني الاذاعة ليلقي بيان انقلابه العسكري رقم واحد، ودخل مبني الاذاعة بدبابته العتيقة، وهناك تحت تهديد السلاح قدم المذيع/ كمال محمد الطيب رسالة للمواطنين لسماع نبأ هام، وعلي غير ما هو متوقع أو بدون مقدمات، استيقظ المواطنين في صباح هذا اليوم علي موسيقي المارشات العسكرية، وبعدها استمعوا الي بيان المقدم/ حسن حسين الذي علن فيه الإستيلاء علي السلطة، وكان أكثر ما شد انتباة المواطنين في البيان واثار استغرابهم ، حل جهاز( توتو كورة )، وهو نظام مراهنات علي مباريات كرة القدم تبنته وزارة الشباب والرياضة وقتها، ظهر لاحقآ، ان البيان الذي اذاعه المقدم حسن حسين لم يكن هو البيان الاصلي المعد في الخطة، ففي غمرة الاستعجال وضيق الوقت نسي المقدم حسن ان ياخذ البيان وتركه في منزله، وعندما وصل الي الاذاعة في امدرمان اكتشف الامر، فأعد بيان اخر علي عجل اثناء وجوده في الاستوديو، وهو ما سمعه الناس!!
قيل وقتها، ان البيان الرئيسي إشتمل علي قرارين مهمين، أحدهما التشكيل الوزاري الجديد برئاسة الدكتور/ حسن الترابي، والدكتور/ عون الشريف، والاب/ فليب غبوش ودفع الله الحاج يوسف كوزير للخارجية، أما القرار الثاني، فقد تم فيه تغيير اسم جمهورية السودان الديقراطية إلي (جمهورية السودان الاسلامية الديمقراطية الشعبية)، وجاء في القرار الثاني ايضآ، حل الاتحاد الاشتراكي، وإغلاق البارات، والاندية الرياضية، والملاهي، بعد ان قرأ حسن بيانه العسكري، خرج من الأذاعة تاركآ خلفه الدبابة الوحيدة والجندي وحيدا يحرس مبني الاذاعة!!
جاء في احداث ذلك اليوم، ان الضابطين شامبي وحماد الإحمير (وهما من رفقاء حسن حسين في محاولة الانقلاب) ومعهما ثلاثة جنود، جاءوا الي الاذاعة، وأخذوا الدبابة الوحيدة من قلب فناء الاذاعة، وذهبوا بها إلى سجن كوبر لإطلاق سراح المعتقلين والمحكومين السياسيين، وتمكنوا بالفعل من إطلاق سراح بعضهم، في وقت لاحق من نفس اليوم، وبصورة عاجلة للغاية، اعلن حسن حسين اطلاق الحريات العامة، واكد على مبدأ حرية الصحافة، واستقلال القضاء، وحرمة الجامعات.
من غرائب المعلومات التي وردت عن محاولة الانقلاب، ان الانقلابيين لم يلجأوا قبل انقلابهم الي عقد إجتماعات مغلقة او في أماكن نائية حرصآ علي سلامتهم وتامين انقلابهم، ولكنهم وبعيدآ عن اعين الاستخبارات العسكرية كانوا يجتمعون جهارآ نهارآ في ميادين عامة، وبوجة الخصوص في الحديقة الواقعة جنوب القصر الجمهوري (ساحة الشهداء)، لم تكن المحاولة الانقلابية بحاجة الي جهد خارق من قبل ضباط وجنود القوات المسلحة لتطوقها وإخمادها بسهولة، فقد أمكن سحقها بكل بساطة بعد ساعات قليلة من إذاعة البيان العسكري رقم واحد، فقد دخل قائد الانقلاب المقدم/ حسن حسين قبيل فشل انقلابه في مشاكل كبيرة مع ضباط القيادة العامة الذين اعربوا صراحة عن رأيهم في محاولة الانقلاب وانه غير مقبول شكلا ومضمونا، ولا يوافقونه علي ما قام به، وانهم كرفقاء سلاح لن يشتركوا معه فيه حتي وان نجح الانقلاب ، القادة العسكريين الكبار سخروا بشدة من طريقة اعداد محاولة الانقلاب وتنفيذها، ووصفوها ب(انقلاب اولاد الكشافة )!!، ووجهوا نقد حاد وبصورة جارحة لصيغة البيان العسكري الاول وانه هزيل وغير مقنع للمواطنين.
تطور النقاش الحاد بينهم وتعالت الاصوات والتهديدات المصحوبة بالتشنج ، وكادت ان تنتقل الي مرحلة التماسك بالايادي، عندها وفي ظل هذا الجو المتوتر سحب الملازم/ كمال محمد أحمد مسدسه الحربي وصوبه نحو المقدم/ حسن حسين في محاولة لاغتياله، واصابته الرصاصة اصابة بليغة تم على إثرها اعتقال الجريح حسن حسين ونقله الي المستشفي العسكري للعلاج تحت حراسه امنية مشددة، بعدها تطورت الاحداث سريعآ بصورة متلاحقة، فقد اتجهت قوات من الضباط والجنود برئاسة الرائد/ ابوالقاسم محمد ابراهيم إلى الإذاعة، ودخلها بدون مقاومة لانه اصلآ لم يكن هناك من يقاوم ، وأذاع أبو القاسم بيانا أعلن فيه دحر الحركة الانقلابية وقبرها، ومن طرائف الاحداث وقتها، ان أن المذيع الراحل الدكتور/ أبوبكر عوض سارع بارتداء الزي العسكري وتسلح ببندقية لنصرة انقلاب حسن حسين، وتم اعتقاله بدون مقاومة، ويقال إن المذيع أبوبكر كان ضابط بالكلية الحربية وفصل منها.
اما عن الرئيس جعفر النميري (وقتها) كان قد هرب سرآ من منزله فور سماعه خبر الانقلاب، ولم يعرف احد له مكان حتي اقرب الناس اليه، وبعد فشل محاولة الانقلاب وسماعه باصابة قائد المحاولة الانقلابية، فجأة سمع الناس صوته فيما بعد من إذاعة أمدرمان ، وراح يشيد بيقظة الشعب والجيش وقال: “ان ماحدث يثير الدروس والعبر، ويستوجب الوقوف عنده، فقد هزمنا الطائفية في عقر دارها بالجزيرة آبا، وهزمنا الشيوعية وإنقلاب ١٩/ يوليو ودحرنا احداث شعبان في جامعة الخرطوم”.
بعد هدوء الاحوال في الخرطوم، تم بكل سهولة اعتقال الضباط والجنود الذين قاموا بمحاولة الانقلاب ، وقدموا للمحاكمة العاجلة، وكانت المحاكمات في مدينة عطبرة وصدرت الاحكام السريعة (كالعادة) باعدامهم، أخذوهم بعد صدور الاحكامات إلى ساحة الموت في منطقة خلوية اسمها (وادي الحمار )، جميع الذين صدرت ضدهم الاعدامات تلقوا الموت بشجاعة وبسالة، بل ان الملازم أول/ عبد الرحمن شامبي استطاع أن ينتزع بندقية أحد الجنود بالقوة في محاولة منه قتل جلاديه، لكن البندقية كانت خالية من الذخيرة!!، والذين تم إعدامهم هم: بالإضافة لحسن حسين: ١/- الرائد/ حامد فتح الله، ٢/- النقيب/ محمد محمود التوم، ٣/- الملازم أول/ عبد الرحمن شامبي نواي، ٤/- الملازم أول/ حماد الإحيمر، ٥/-الملازم أول طيار/ القاسم محمد هارون، ٦/- عباس برشم، وكان من طلاب جامعة الخرطوم ومحركاً لأحداث شعبان، بالإضافة إلى ستة عشر آخرين من الرتب الأخرى… اما عن مولانا/ عبد الرحمن إدريس الذي كان شريكاً أصيلا مع حسن حسين في الإعداد والتخطيط ، عندما أحس بفشل الانقلاب آثر الهرب واختفي عن الانظار، وظلت وسائل الإعلام بصورة دائمة تدعو الناس لاعتقاله، والقاضي الهارب (عبد الرحمن إدريس) او هكذا أسموه لم يعد ثانية إلى أرض الوطن إلاّ مع المصالحة الوطنية حيث عينه النميري أميناً مناوباً للاتحاد الاشتراكي.
أسباب فشل الانقلاب يمكن تحديدها فيما يلي:- (أ)/- باستثناء المقدم/ حسن حسين، والحكمدار/ الطيب أحمد حسين، فإن كل العناصر التي شاركت في التنفيذ كانوا من صغار الضباط وصف الضباط الذين لا قبل لهم بالمهمة الجسيمة التي تحركوا من أجلها. (ب)/- فشل بعض الجنود المكلفين في تنفيذ بعض المهام التي كلفوا بها، وتقاعسوا باهمال شديد عن اداء دورهم في المحاولة، (ج)/- عمت الفوضي العارمة كل جوانب المحاولة ولم يكن هناك انضباط عسكري، فالضباط تحركوا يعمل كلٌّ بطريقته دون التقيد بالخطة الموضوعة، (د)/- يقال ان كثير من المعلومات العسكرية قد تسربت عن الانقلابيين ووصلت الي النميري، الذي سارع الي الهروب من منزله ، واختبأ سرآ في منزل السيد/ بابتوت في الخرطوم بحري، وهو أحد أصدقاءه النميري القدامي من الذين عملوا معه طويلا ، وبالتالي فشل الانقلابيين في اعتقال النميري واعتقال أي من رموز النظام، أو احتلال أي موقع إستراتيجي من المواقع الرئيسية في الخرطوم، بل وفرطوا حتي في الإذاعة، (هـ)/- لم تكن هناك أي خطة للانسحاب او المقاومة في حالة فشل الانقلاب، مما سهل القاء القبض عليهم بسهولة، (ح)/- الأسلوب الذي تم به تنفيذ الانقلاب، كان منذ بدايته بدائيآ وممعن في الارتجالية وعدم الانضباط ، ومسالم للحد البعيد، كانت محاولة انقلاب اشبه بلعبة مسلية وليس انقلاب عسكري، (ط)/- كل من شارك في هذه المحاولة واء كانوا من العسكر او المدنيين، حصروا انفسهم في جهوية واحدة هي غرب السودان (دارفور وكردفان) دون اشراك الضباط الاخرين معهم، (ي)/- قائد الانقلاب حسن حسين باشر المهمة بنفسه برجولة وجسارة (زايدة حبتين)، وكانت النتيجة أن أصيب واعتقل بعد ساعة من بيانه الأول والأخير، وأصبح الانقلاب بلا رأس أو رئيس!!.
مرت خمسين عام علي هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت عام ١٩٧٥، وهاهم الاسلاميين اليوم يعاودهم الحنين العودة الي زمن حكم زمن الجبهة الاسلامية مرة اخري، ولا احد يدري ما يخبئه القدر لهذا البلد المنكوب حاليا بحكم نظام عسكري بلا هوية، ولهذا قد يعقبه حكم عسكر اخر اشد تطرف مما هو عليه الان، وما محاولة انقلاب بكراوي واحمد هارون الا “بروفة” ومناظر لفيلم اسلامي دموي قادم.
الخوف من أن يقوم الاسلاميين بإنقلاب مرة أخرى و يسيطروا على ااسلطة
الحبوب، مواطن مسكين.
تحية الود، والاعزاز بحضورك الكريم.
جاء في تعليقك وكتبت “الخوف من أن يقوم الاسلاميين بإنقلاب مرة أخرى و يسيطروا على السلطة”.
صدقني يا حبيب، انقلاب البرهان لن يكون اخر انقلابات السودان، ولا المحاولة الانقلابية الفاشلة الاخيرة بقيادة بكراوي واحمد ستكون ايضا اخر محاولات العسكر لاستلام السلطة من البرهان ضعيف الشخصية الذي لم يعد صاحب كلمة قوية داخل القوات المسلحة ، حتما سياتي انقلاب قادم شئنا ام ابينا، سيكون هذا الانقلاب في البداية مجهول الهوية، وبعدها تتضح الرؤية ان كان انقلاب اسلامي او من ضابط مغمور قرر اصلاح الحال في البلد المنكوب.
خلال الفترة من عام اغسطس ١٩٥٥ وحتي اغسطس ٢٠٢٥، وصل عدد الانقلابات الناجحة ومحاولات الانقلابات الفاشلة وحالات التمرد الي (٣٢) محاولة، اطول انقلاب استمر لمدة (٣٠) عاما، ومحاولة انقلاب الضباط الـ(٢٨) استمرت لمدة عشر ساعات فقط، واقصر محاولة كانت مدتها (٧) ساعات فقط هي محاولة انقلاب حسن حسين.
نظام (١٧) نوفمبر العسكري عام ١٩٥٨ تعرض لستة محاولات انقلابية، ونظام النميري تعرض لسبعة محاولات، وتعرض نظام البشير الي سبعة محاولات (هناك احصائية غير رسمية اشارت الي ان نظام البشير تعرض الي احدي عشر حالات انقلابية وتمرد.).، اما النظام الحالي الذي يحكمه البرهان فقد تعرض الي ستة حالات انقلابية.
النظم العسكرية الاربعة التي حكمت السودان: (نظام عبود، النميري، البشير، والبرهان.).، اودت بحياة نحو (٣) مليون شخص (احصائية تقريبية)، اغلبهم من جنوب السودان ودارفور.
رحم الله الشهيد البطل المقدم حسن حسين عثمان ورفاقه وكلهم كانوا من ابناء غرب السودان وتحديدا كردفان …كانت ثورة ضد الظلم والعنصرية الذي لمسوه من ابناء الشريط النيلي في القوات المسلحة ولا يزال هذا التعسف موجود فقط راجعوا هيئة القيادة الحالية…سوف تظل هذه المحاولات تتواصل الي ان يقتنع هولاء الغاصبون لحقوق شعوب باكملها ….لم يكونوا حركة اسلامية واطلق عليها نميري حركة عنصرية….استاذ بكري الصايغ لو اردت ان تعرف ثحة كلامي هذا استدعىي خبير خرائط ودعه يرسم لك من اين اتت قيادة الجيش والوزراء وسوف تفاجأ بالخقيقة مساحة لا تتعدي ثلاثين كلم مربع تتحكم في بلد باكماهص
تلك أحداث عاصرناها وكنا شهودا على مجرياتها لحظة تلو الاخرى وكيف تَصرَف الرئيس النميرى عندما علم ان الضابط الاحيمر هو من يقود الدبابة وهرب الى منزل عبد الفتاح بابتوت يقال انه بالحاج يوسف انذاك وأنه أحد أقربائه بعد أن طلب من مرافقيه بعبارة واحدة ( دسونى) لأن الاحيمر قد عرف بالشجاعة ودقة الرماية… لعبت الاذاعة المصرية دورا فى اجهاض الانقلاب فبدات تبث على موجاتها رسائل اذاعة ام درمان تؤيد حكومة مايو .. لعل أسوأ ما أظهره ذلك الانقلاب الفاشل هو تلك الروح العدوانية العنصرية لبعض أبناء الشريط النيلى تجاه بعض الاثنيات من غرب السودان فما نقل عن الرائد ابوالقاسم محمد ابراهيم عضو مجلس قيادة ثورة مايو وما وجهه من أساءات للضابط عبد الرحمن شامبى وهو من أبناء جبال النوبة عماد قوات الجيش السودانى ولكن ابا القاسم خرج عن طور الانضباط العسكرى وروح المسؤولية التى كان يتولاها.. حقيقة الامر ان تلك الأحداث قد ابانت جوهر المشكلة السودانية والمتمثلة فى العنصرية الدفينة وهى عنصرية ذات بعدين عرقى ودينى ويمكن أن نضيف لهما البعد الجغرافى ولا يتم البوح بها صراحة الا فى لحظات عابرة ولكنها تظل تغور عميقا وهو ما حدث فى عهد النميرى الذى تسلل اليه العنصريون الاسلاميون وعملوا جهدهم على نخر جسد السودان بشتى السبل حتى الدين بالنسبة لهم كان مطية لتحقيق وصولهم الى السلطة… ولا أدرى صحة ما ذكر بان احد المشاركين فى الانقلاب قد دهسه أحد المتنفذين فى نظام مايو بدبابة دون مراعاة لادميته والحكم الذى صدر بحقه الاعدام رميا بالرصاص… القاضى عبد الرحمن أدريس هرب الى تشاد وهو ينتمى الى اثنية الداجو وهى اثنية مشتركة بين السودان وتشاد وقامت لها ممالك فى دارفور قبل سلطنات الفور والتنجر وهى تنتشر اليوم فى مناطق حول مدينة نيالا وكانت قرى ام كردوس وبليل وفاما هى حواضرها.. بينما نجد هذه الاثنية فى مناطق شرق تشاد كقوز بيضة وأبديَا وأدرى كما ان هناك مستوطنات للداجو فى الداخل التشادى فى منطقة قيرا وعاصمتها مدينة مونقو بجانب مدن بتكين ومنقلمى ولهم فيها سلطنة أهلية.. يبقى الثابت هو ان الداجو قد نزحوا الى تشاد من السودان بعد انهيار سلطنتهم..
الحبوب،Nilotic.
الف مرحبا بالحضور الكريم، وبالتعليق الدسم ملئ بحقائق جديدة لم ترد في المقال، وتوقفت عند فقرة كتبت فيها “لعل أسوأ ما أظهره ذلك الانقلاب الفاشل هو تلك الروح العدوانية العنصرية لبعض أبناء الشريط النيلى تجاه بعض الاثنيات من غرب السودان فما نقل عن الرائد ابوالقاسم محمد ابراهيم عضو مجلس قيادة ثورة مايو وما وجهه من أساءات للضابط عبد الرحمن شامبى وهو من أبناء جبال النوبة عماد قوات الجيش السودانى ولكن ابا القاسم خرج عن طور الانضباط العسكرى وروح المسؤولية التى كان يتولاها.”.
يا حبيب،
بعد فشل محاولة الانقلاب، خرجت المظاهرت الكبيرة في الخرطوم، وحمل المتظاهرين الرائد/ ابوالقاسم محمد ابراهيم وهم يهتفون “حاسم حاسم ياابوالقاسم”، هذا الهتاف تحول فيما بعد الي “طاشم طاشم ياابو القاسم”!!، بينما كانت هذه المظاهرات شوارع الخرطوم، كان ضابط عبد الرحمن شامبى وهو من أبناء جبال النوبة يعاني من اوجاع مؤلمة في كل اجزاء جسمة من جراء الضرب العنيف الذي لقيه من ابوالقاسم بعد الاعتقال، وكان ابوالقاسم قد وجه له اساءات عنصرية بالغة الحدة، والغريب في الامر، ان ابوالقاسم سب شامبي ببذاءة شديد في حضور الجنود ابناء الغرابة الذين كانوايقومون بحراسة ابوالقاسم!!
غضب النميري عندما علم ان الجماهير حملت ابوالقاسم علي الاكتاف وهللت باسمه، ولم يظهر غضبه بصورة واضحة ولكن لاحظها الكثيرين الذين عاصروا الاحداث وقتها من القصر الجمهوري، وكان النميري بعد انقلاب هاشم العطا ١٩٧١، يتحسس من كل القياديين العسكريين ولا يثق من احد فيهم، ابوالقاسم سبق ان شغل منصب النائب الاول ولكنه لم يعمر في المنصب، وكان النميري بسبب عدم ثقته في المقربين اليه، قد اطاح بنواب كثير مثل: اللواء/ جوزيف لاقو، الفريق اول/ عبدالماجد خليل، مولانا/ ابيل الير، والاطاحة بابوالقاسم كانت متوقعة بسبب شعبيته واحترام القادة العسكريين.
نسيت ايراد اسم اللواء محمد الباقر أحمد وكان أيضا نائبا لنميرى وهو من الصليحاب
الحبوب، Nilotic.
حياكم الله واسعد اياكم، وشكرا علي المعلومة التي غابت بسبب السهو والنسيان.
اللواء /محمد الباقر أحمد (5 أبريل 1927 – 1992) كان شخصية عسكرية وسياسية سودانية. كانت له مسيرة عسكرية مميزة، حيث خدم في مناصب مختلفة وترقى إلى رتبة رئيس أركان. انتقل الباقر إلى السياسة وشغل منصب وزير الداخلية والنائب الأول لرئيس السودان، حيث لعب دورًا مهمًا بعد الانقلاب الفاشل عام 1971 والإشراف على اتفاقية السلام مع الجنوب عام 1972. ابتداء من أكتوبر 1971، شغل الباقر منصب وزير الداخلية. خلال فترة ولايته، واجه التحدي المتمثل في إدارة تداعيات الانقلاب الفاشل في يوليو، والذي تضمن تطهير الإدارة من الشيوعيين، والإشراف على تقييم المعتقلين. أصبح الباقر النائب الأول لرئيس جمهورية السودان الديمقراطية من عام 1972 إلى عام 1976. لعب دورًا حاسمًا كأحد الموقعين على اتفاقية السلام مع جنوب السودان في أديس أبابا في 27 فبراير 1972. وفي مفاجأة غير متوقعة قدم الباقر استقالته من جميع مناصبه إلى الرئيس جعفر النميري.
المصدر- ويكيبيديا-
ملحوظة:- سبب استقالة الباقر تعود الي عدم رضاه من تدخل النميري في كل صغيرة وكبيرة تخص مهامه كنائب للنميري، والمعروف عن الباقر انه كان استاذ واعلي رتبة عسكرية من رئيسه النميري، لذلك لم يقبل بتصرفات النميري معه ومحاولات التقليل من مكانته في القصر.
الشيء بالشيء يذكر: ٥/ سبتمبر ١٩٧٥- ٥/ سبتمبر ٢٠١٩-
إعلان تشكيل أول حكومة برئاسة حمدوك:
سودانية بعد الإطاحة بالبشير- أعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك تشكيل أول حكومة في البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير. وتضم الحكومة الجديدة 18 وزيراً بينهم نساء أبرزهنّ وزيرة الخارجية أسماء عبدالله. كما أعلن حمدوك عن أولويات حكومته. وقال حمدوك في مؤتمر صحافي: “أعلن الآن تشكيل الحكومة (…) اليوم نبدأ مرحلة جديدة من تاريخنا”، مؤكداً أن “أهم أولويات الفترة الانتقالية إيقاف الحرب وبناء السلام”. وأضاف “هذه الفترة الانتقالية إن أحسنا إدارتها ستفتح لنا الطريق (…) حاليا موفر لنا مناخ وفرصة كبيرة جدا للوصول إلى السلام”، مؤكدا “الالتزام بالعدالة والعدالة الانتقالية”. وتضم الحكومة الجديدة 18 وزيراً بينهم نساء أبرزهن وزيرة الخارجية أسماء محمد عبدالله. ومن الوزراء أيضاً وزير رئاسة مجلس الوزراء عمر بشير مانيس ووزير الدفاع جمال عمر محمد ووزير الداخلية الطريفي إدريس ووزير العدل نصر الدين عبد الباري.- انتهي- المصدر- “Deutsche Welle”-
٢/-
البرهان يصدر مرسوما
بحل قوات “الدعم السريع”:
٥/ سبتمبر٢٠٢٣/- أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول ركن عبد افتاح البرهان، يوم الأربعاء، مرسوما دستوريا قضى بحل قوات الدعم السريع. وأورد مجلس السيادة في بيان: “وجه الفريق أول ركن البرهان القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والأمانة العامة لمجلس السيادة والجهات المعنية الأخرى بوضع القرار موضع التنفيذ”. وأضاف البيان “يأتي القرار إستناداً على تداعيات تمرد هذه القوات على الدولة والإنتهاكات الجسيمة التي مارستها ضد المواطنين، والتخريب المتعمد للبنى التحتية بالبلاد. فضلا عن مخالفتها لأهداف ومهام ومبادئ إنشائها الواردة في قانون قوات الدعم السريع لسنة”. رفض”حميدتي” الاعتراف بقرار البرهان واتهمه بارتكاب جرائم وانه مجرم حرب لأنه هو من بدأ حرب أبريل وقصف المناطق الاهلة بالسكان ودمرت طائراته الحربية بيوت السكان العزل، قال مندوب عن “حميدتي” في حديث لقناة الـ”حدث” ان قرار لا يهم قوات الدعم السريع وستواصل الحرب الي النهاية.-انتهي-
-مصدر الخبر- قناة “سكاي نيوز”-
في صباح يوم الجمعة 5 سبتمبر عام 1975، توجه المقدم/ حسن حسين عثمان وهو علي ظهر دبابة ومعه جندي واحد فقط بخلاف سائق الدبابة الي امدرمان قاصدآ مبني الاذاعة ………..
هل يعقل ان يتم انقلاب في دولة مساحتها مليون ميل مربع بهذا السيناريو المضحك ؟؟؟؟ حتى في افلام الكرتون المعدة للاطفال لا يمكن تصوير الامر بهذه البساطة
أعتقد أن رواة الخبر بتروا الكثير من الحقائق ليظهروا الضابط حسن حسين ففي صورة شخص بليد او طائش
الحبوب، مؤدددب المنافقين.
مساكم الله بالعافية التامة.
بخصوص تساؤلك حول صحة المعلومة التي جاءت في التعليق، وكتبت:”في صباح يوم الجمعة 5 سبتمبر عام 1975، توجه المقدم/ حسن حسين عثمان وهو علي ظهر دبابة ومعه جندي واحد فقط بخلاف سائق الدبابة الي امدرمان قاصدآ مبني الاذاعة … هل يعقل ان يتم انقلاب في دولة مساحتها مليون ميل مربع بهذا السيناريو المضحك ؟؟؟؟ حتى في افلام الكرتون المعدة للاطفال لا يمكن تصوير الامر بهذه البساطة”.
نعم يا حبيب،
هذه المعلومة صحيحة “١٠٠%” ووردت في محاضر جلسات المحكمة العسكرية التي عقدت في عطبرة ، وان دبابة واحدة فقط لا غير هي التي دخلت مبني الاذاعة صباح يوم الجمعة ٥/ سبتمبر، بل مما زاد من غرابة الموقف، ان رجال الشرطة الذين كانوا وقتها يقومون بحراسة كوبري امدرمان من الناحيتين لم يهتموا كثيرا بوصول الدبابة وعبور الكوبري من الناحية الاخري، ولم يساءلوا عن سبب خروج الدبابة في يوم الجمعة، كل هذا تم علي اعتبار انها ربما في طريقها للسلاح الطبي. وقائع احداث هذه المحاولة الانقلابية نشرتها صحيفة القوات المسلحة بكامل التفاصيل.
يا حبيب،
لك الحق ان تستغرب من ما وقع في يوم ٥/ سبتمبر، فالقصة كما كتبت انت اشبه بافلام الكرتون المعدة للاطفال لا يمكن تصوير الامر بهذه البساطة، ولكن هناك ايضا محاولة انقلاب اخري لا تقل غباء عن محاولة انقلاب حسن حسين، ووقعت في عام ١٩٥٧- اي بعد اقل من عام علي استقلال السودان- وقام بها اسماعيل كبيدة قبل انقلاب الفريق ابراهيم عبود.
اقتباس:- (بدأ مسلسل الانقلابات في السودان مع تشكيل أول حكومة ديمقراطية منتخبة في العام 1956، وقعت اول محاولة انقلابية في تاريخ البلاد في شهر مارس عام 1957 – اي بعد ١٣ من استقلال البلاد، ، قادتها مجموعة من ضباط الجيش والطلاب الحربيين بقيادة اسماعيل كبيدة ضد اول حكومة وطنية ديمقراطية بعد الاستقلال برئاسة الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري، ولكن المحاولة أحبطت في مراحلها الأخيرة. صرح احد الضباط (وقتها)، ان محاولة الانقلاب اتسمت ببدائية وعدم التخطيط الجيد. وان اسماعيل كبيدة قد تاثر كثيرآ بالانقلاب العسكري الذي وقع في مصر في ٢٣ يوليو ١٩٥٢ بقيادة اللواء محمد نجيب، اسماعيل كبيدة حاول ان يقلد نجيب في انقلاب سوداني شبيه بالمصري.).
المصدر صحيفة “الراكوبة”-20 مارس، 2015-
الاخ كاتب المقال
ماهو رايك في انقلاب هاشم العطا؟؟؟؟
طبعا انقلاب كارب جدا
الحبوب، عبد الكافي جيب الله.
تحية طيبة، وجمعة مباركة باذن الله عليكم علي الجميع.
اما بخصوص سؤالك “ماهو رايك في انقلاب هاشم العطا؟؟؟؟”، فهي اصلا كانت محاولة انقلابية لن يمكنها من الاستمرار لثلاثة اسباب: اولا/ سمعة النميري كانت قد ضربت الافاق واكتسب شهرة شعبية واسعة، ما كانت الجماهير وقتها ترضي عنه بديلا، ثانيا/ جاء المحاولة الانقلابية بدون تنسيق وتجهيزات مسبقة قبل وقوع المحاولة، ثالثا/ لم يخفي قادة المحاولة تبنيهم لشعارات ايدلوجية، وكان الواجب عدم ابرازها علي الفور الا بعد استتاب الوضع، علي العكس تماما، بعد نجاح انقلاب الجبهة الاسلامية في عام ١٩٨٩ وسيطروا تماما علي الاوضاع، اعلنوا صراحة ان انقلابهم اسلامي.
وصلتني رسالة من صديق علق فيها علي المقال، وكتب:
يا حبوب، ما في انقلاب غبي وانقلاب فاهم. كل انقلابات السودان سعت لهدف واحد هو الاستيلاء علي السلطة by hook or krug. ولا يهم كم من الضحايا يروحوا فيها. لا الفريق عبود كان ذكي، ولا النميري “طيش حنتوب” كان شاطر، ولا سوار الذهب كان ناصح، ولا البشير كان فالح، ولا البرهان كان الفاهم الفهامة العالم العلامة. الشعب السوداني هو الغبي طلع للشوارع يهتفوا لكل انقلاب وقع. شعب يحب سماع المارشات العسكرية، والبيان رقم واحد.