
في خضمّ الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالسودان، تتسع فجوة الثقة يوماً بعد يوم، حتى بات المواطن العادي لا يجد ملاذاً يركن إليه أو جهة يصدّق خطابها. الحكومة التي يفترض أن تكون صمّام الأمان لم تقدّم سوى الوعود المكرّرة والخطط المؤجلة، بينما يزداد الواقع سوءاً على الأرض: اقتصاد منهار، خدمات غائبة، وأمن مفقود.
أما الشعب، الذي عادة ما يُنظر إليه باعتباره الحارس الأخير للقيم والحق، فقد انقسم على نفسه، بين من انجرف وراء المصالح الضيقة أو الولاءات القبلية، ومن أنهكته الظروف حتى بات عاجزاً عن الفعل.
النشطاء الذين ملأوا الساحات يوماً بشعارات الحرية والتغيير، تفرّقوا بين تيارات متناحرة، كلٌّ يدّعي تمثيل الشارع بينما يتبادل الآخرون الاتهامات بالتخوين والانتهازية.
ثم تأتي المليشيات، لتفرض واقعها بالقوة، مدّعية أنها الحامية بينما لا تجلب سوى المزيد من الدماء والفوضى. أما السفهاء – من أبواق الفتنة ومروّجي الشائعات – فهم وقود هذه النار التي لا تكاد تخمد حتى تشتعل من جديد.
وسط هذا المشهد الملبّد، تتآكل الثقة حتى لم تعد باقية إلا في حدود الفرد مع نفسه وأسرته. المواطن الذي كان يتطلع إلى غدٍ أفضل أصبح اليوم أسير الشكوك، لا يصدّق خطاب حكومة، ولا بيان ناشط، ولا وعود قائد، ولا صرخات حشود.
السودان يقف اليوم عند مفترق طرق خطير، حيث بات انعدام الثقة أكبر تهديد لوحدته ومستقبله. فالأوطان لا تُبنى بالقوة وحدها، ولا بالشعارات، بل بالصدق والالتزام والمسؤولية. وحتى يحدث ذلك، ستظل هذه العبارة الصارخة تعبّر عن وجدان كثير من السودانيين: “لقد أصبحت لا أصدق أحداً فيهم.
والله يا كاتب المقال أنت محق ونجد لك العذر، الكل (إلا القليلين وربما لا يمتلكون الحقيقة كاملة) صار يؤلِّف ويكذب.
نفس الاشخاص والشخوص اذا وجدتهم خارج السودان تحسبه يتحدث بعقلانية ورؤية واضحة فما ان تطأ قدماه الوطن يتغير ويتنمر ويتبدل كأنه لم يرى كيف يعيش العالم الاخر من الكوكب .. دول تبني وتحقق نمو زايد في كل عام ونحن لسه ممكن واحد يقتلك عشان يسرق تلفونك
الدخلوه فينا الكيزان عمرو ما بيطلع الا بكنسهم من وجه الارض تماما … منعمون في تركيا ويصدحوننا بالبل بس . الله يبلكم قرفتونا