مقالات وآراء

الأصل براءة الذمة

الطيب النقر

هذه القاعدة تعد من كبريات القواعد الفقهية لارتباطها بأبواب مهمة في الفقه كالقضاء والحدود ، ومعنى القاعدة : أن الأصل في ذمم الناس فراغها ، لأن المرء يولد دون أن يكون محملاً بالتزام ، وأن ما يتحمله من التزامات ، ويتعلق به من مسؤوليات إنما هى أمور طارئة»، «فيستصحب الأصل المتيقن به وهو فراغ الذمة ، إلى أن يثبت العكس». أي «تستمر هذه البراءة لذمة الإنسانية طالما لم يطرأ ما يزيل هذه البراءة ، ويشغلها بحق للغير بناء على بينة أو إقرار أو يمين».
فإذا ادعى شخص على آخر بقرض والمدعى عليه أنكر ذلك القرض «فالقول للمدعي عليه مع اليمين والمدعي مكلّف بإثبات خلاف الأصل ، أي إثبات شغل ذمة المدعى عليه ، فإذا أقام المدعي البينة ، فيكون قد وجد دليلاً على خلاف الأصل ، فيحكم حيئنذ بالبينة»، وبعبارة أخرى ، «إذا ادعى أحد شيئاً في ذمة آخر وجب عليه إثباته ، لأن المدعي عليه يعتبر بريء الذمة في الأصل ، ومنها إذا أتلف رجل مال آخر واختلفا في مقداره ، يكون القول للمتلف ، والبينة على صاحب المال لإثبات الزيادة» ، ويتفرع عن هذه القاعدة قاعدة أخرى وهي: «الذمة إذا عمرت بيقين فلا تبرأ إلا بيقين» ، كمن شك في أداء دينه فإن انشغال الذمة به متيقن ، ولن يكون في حِل منه بمجرد الشك ، بل لا بد من برد اليقين. وقاعدة «الأصل براءة الذمة» تقررها النظم الجنائية الحديثة ، التي تجعل «الأصل في الإنسان البراءة» وذلك باعتبار الجريمة صورة من صور السلوك الشاذ الخارج عن المألوف، ومن ثم يجب الاحتياط في نسبتها إلى شخص معين ، وذلك بافتراض براءته حتى يثبت بدليل قاطع عكس ذلك.
ومن أمثلة الدساتير التي تنص على هذا المبدأ : الدستور السوداني الصادر في سنة 1973م ، حيث تنص المادة 69 على أن «أي شخص يلقى القبض عليه متهماً في جريمة ما ، يجب ألا تفترض إدانته ولا يجب أن يطلب منه الدليل على براءة نفسه ، بل المتهم بريء إلي أن تثبت إدانته دونما شك معقول» ، وكذلك القانون المصري الصادر سنة 1971م الذي قضت مادته 67 بأن «المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محاكمة قانونية تكفل له فيها ضمانات الدفاع عن نفسه» ومن المواثيق ذات الصبغة الدولية التي حفلت بالنص على مبدأ افتراض براءة المتهم إعلان حقوق الإنسان والمواطن ، الصادر غداة الثورة الفرنسية سنة 1789م والذي نص في مادته التاسعة على أن الأصل في الإنسان البراءة حتى تتقرر إدانته.
وإذا كان المجال الذي تعمل فيه قاعدة افتراض البراءة في النظم القانونية المعاصرة هو المجال الجنائي فحسب ، حفاظاً على حريات الأفراد من أن يتهددها التعسف الإجرائي ، أو يعصف بها الظلم الموضوعي ، فإن قاعدة «الأصل براءة الذمة» المقررة في الفقه الإسلامي تعمل في نطاق أوسع من النطاق الجنائي ، إذ نجد الفقه الإسلامي يعمل هذه القاعدة في كل فروع القانون ، بل في كل صور الواجبات والتكليفات حتى الدينية البحتة أو التعبدية المحضة ، وإذا كانت القاعدة الفقهية الإسلامية أوسع نطاقاً في تطبيقها من القاعدة القانونية ، إلا أنهما تلتقيان في المجال الجنائي ، حيث تفترضان أو تتطلبان إدانة المتهم على دليل جازم يثبت التهمة ويرفع ما ثبت له أصلاً في افتراض البراءة ، ومتى افتقرت الدعوى الجنائية إلى مثل هذا الدليل فإنه يتعين الحكم بتبرئة المتهم».

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. لأن المدعي عليه يعتبر بريء الذمة في الأصل ، ومنها إذا أتلف رجل مال آخر واختلفا في مقداره ، يكون القول للمتلف ، والبينة على صاحب المال لإثبات الزيادة»
    لا تتنطع في القانون تنطعك في الأدب وأنت لم تدرس قانون، فأنت لم تفهم القاعدة أو تطبيقها على المثال الذي ذكرته..القول في مقدار المال المُتلف لصاحب المال والبينة على المُتلِف [انه أقل من المقدار الذي يحدده صاحب المال. فمقدار المال المتلف جزء من دعوى الإتلاف التي على المدعي البينة عليها، فإذا حلف عليها أو بشهود عليها انتقل عبء الإبات على نفيها للمُتلِف ولا يحكَم له على مجرد قوله بأن المال المتلف مقداره كذا، إنما عليه البينة على قوله_ وإذا لم يكن لكليهما بينة فمجرد اقرار المدعى عليه بالاتلاف كأن قال نعم أتلفته ولكن مقداره كذا لزمته البينة على المقدار الذي ذكره لأن هذا إدعاء جديد تلزمه البينة على إثباته

  2. 😎 امك النقر لا يصيبه اليأس وهو يحاول ان يقنع المسلم الطقوسي الطيب بان العقيدة و الشرع و الفقه الاسلامي يحوي ما هو جيد و ما يمكن ان يفيد حياة الناس لكن هيهات 😳

    زهد الرسول والصحابة .. بين الحقيقة و الوهم

    يوسف يوسف

    المقدمة :
    الموروث الأسلامي متخم بمرويات وقصص وحكايا عن زهد رسول اللأسلام وخلفائه وصحابته والتابعين ، والأشكالية أن شيوخ ودعاة الأسلام قد أوغلوا في تسطيح وتجهيل المتلقي ، حتى يقبل هذا الزهد المفبرك لسيرة هذه الشخصيات . ولم يكتفي الموروث الأسلامي بهذا الأمر فقط ، ولكنه أوغل بأختراع روايات خيالية ، لا يمكن لأي فرد لديه أي قدر من الأدراك والوعي أن يصدقها .. هذا المقال هو مجرد أضاءة مقتضبة لهذا ” الزهد الوهم ” ! .

    الموضوع :
    أولا – كل المرويات عن سيرة رسول الأسلام تقول أنه كان زاهدا في الدنيا – أما في الأخرة فذاك حسابه مع الله عز وجل ، ومن المرويات التي ذاع صيتها أن الرسول مات مديونا ليهودي ، فقد جاء في ” صحيح البخاري” ( من حديث عائشة ، أنها قالت: توفي رسول الله ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير ، وكذلك أخرج هذا الحديث الترمذي في جامعه عن ابن عباس قال: توفي النبي ودرعه مرهونة بعشرين صاعاً من طعام أخذه لأهله . قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . / نقل من موقع أسلام ويب ) . ولكن المصادر الأسلامية تقول غير ذلك ، وتؤكد أنه كان ثريا ، وسأنقل بعض المقتطفات من موقع / أسلام أون لاين ، حول ثروة محمد ( إن غنى النبي لم يعد أمرا يختلف فيه اثنان ، إذ ثبتت سواء في كتب التراث الخاصة بسيرة النبي وأيامه روايات موثوقة ، وأكدته أبحاث علمية متخصصة أن النبي كان ثريا منفقا .. بل منع بعض فقهاء الأندلس وصف رسول الله بالفقر واعتبره إهانة في حقه ) . أما مصادر هذه الثروة ، فقد تتبعها الباحث عبد الفتاح السمان ، وعدها في عشرة أصناف ، تصديقا لقوله ( ووجدك عائلا فأغنى ) ، وسأورد بعضا منها : (( 1 . كسبه من مزاولة التجارة . 2. ميراثه من والديه ومن خديجة زوجته ، ثبت في كتاب الفراء وغيره أن النبي ورث أموالا وفيرة من والديه ، وكذا من زوجته خديجة ، بعض هذه الأموال وقفية . 3 . خمس الأنفال والغنائم: وكانت الأنفال والغنائم التي ينالها المسلمون من قتالهم للمشركين أحد مصادر ثروة الرسول ، وفق قوله : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) . بل كانت الغنائم من أكبر وأغنى مصادر أموال الرسول .. )) . ومن مقال ل د .عبدالرحمن عمر الخطيب ، حول عبيد وأماء وسراريه رسول الأسلام ، أنقل التالي وبأختصار (( فقد عنون ابن سعد ( فصل في ذكر خدم الرسول ومواليه ) . وذكر ابن كثير ( باب ذكر عبيده وإمائه.) . فمن إمائه : سلمى أم رافع ، وخُضرة ، ورضوى وميمونة بنت سعد وأم أيمن الحبشية ، وهي بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصين . ومن إمائه بريرة ، وكانت لآل أبي أحمد بن جحش ، ومن إمائه خليسة مولاة حفصة بنت عمر ، ورزينة التي كانت لصفية بنت حيي بن أخطب ، ومن إمائه ، ريحانة بنت شمعون القرظية . وهي من سراريه . ومن إمائه سانية مولاة رسول الله ، وسَدِيسَة الأنصارية .. وقد خصص ” ابن القيم ” فصلاً في موالي الرسول ، مضيفاً أسماءا لم يذكرها ابن سعد ، مثل : زيد بن حارثة ، وأنجشة الحادي ، وأفلح ، وعُبيد ، وطهمان ، ومنهم ، مابور ، وواقد ، وأبو واقد ، وقسام ، وأبو عسيب ، وحُنين . وقد أشار ابن كثير إلى هؤلاء الموالي ، الذين ذكرهم ابن سعد وابن القيم ، لكنه فصّل القول عنهم ..)). * أيعقل رجلا كان يدير ويشرف وينفق على أزواجه وسراريه ، وعلى هكذا أماء وعبيد وخدم / موالي ، وجواري .. ، أن يكون زاهدا في الدنيا ! ، أن ما ذكر هو مجرد غيض من فيض ! ، أننا نتكلم عن أمبراطورية من البشر ، كانوا يخدمون من قيل عنه ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107)/ سورة الأنبياء ) . وهنا سائل يسأل كيف لرسول وقائد ، أن يدير شؤون أزواجه ( البالغة عددهن إحدى عشرة ، مات منهن في حياته اثنتان ، وتوفي هو عن تسع / نقل من موقع طريق الأسلام ) ، وكذلك له عددا من السراري ( منهن ريحانة بنت زيد و مارية القبطية .. أضافة لعدد من الأولاد ” زينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة ، والقاسم ، وعبد الله ، وإبراهيم ” – الذكور قد توفاهم الله / نقل من موقع الألوكة ) ، وكان يشارك ويشرف على غزواته البالغة ( .. منهم من ذكر أنها تسع عشرة غزوة ، ومنهم من ذكر أنها إحدى وعشرون ، وقيل : ست وعشرون . وقيل : سبع وعشرون . / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) . كل هذه الكم من البشر ، الذي كان يدار من قبل محمد ، وما يحتاج له من أدارة وأموال ووقت .. أيعقل من كل ماسبق ، أنه مات وكان درعه مرهونا لدى يهودي !! .

    ثانيا – أما ثروات الصحابة ، والتي سأذكر بعضا منها ، فأنها حقا لموضوع يندى له الجبين ! ، لأنها تدل على أن هؤلاء الرجال كانوا يبغون الدنيا ومتاعها ، وليس الأيمان بدعوة الرسول ! . وذلك لحبهم في جمع الثروات ، فقد جاء لمقال منشور في موقع / الأقتصادية ، بعنوان ” قائمة أثرياء الصحابة الصاعدة من سوق المدينة لا من «وول ستريت» للشيخ د . يوسف بن أحمد القاسم ، التالي (( في سير الأعلام وتاريخ الإسلام للذهبي – نجد عدداً من أثرياء الصحابة ، وهي مبوبة في قائمتين معاً : الأولى : قائمة الصحابة المبشرين بالجنة . الثانية : قائمة الصحابة الأثرياء . وسأكتفي بالصحابة المبشرين بالجنة ، وبأختصار : 1- عثمان بن عفان ن المبشر بالجنة . فتقدر ثروته بـ «ثلاثين مليون درهم فضة ، ومائة وخمسين ألف دينار ، إضافة إلى صدقات تقدر بقيمة مائتي ألف دينار..» . 2- طلحة بن عبيد الله ، المبشر بالجنة ، فتقدر ثروته بـ «مليوني درهم ، ومائتي ألف درهم ن ومن الذهب مائتي ألف دينار» وكان دخله اليومي ألف درهم وزيادة . 3- الزبير بن العوام ، المبشر بالجنة ، فقد بلغت ثروته من قيمة العقار الذي ورَّثه «خمسين مليونا ، ومائتي ألف» ، 4- عبد الرحمن بن عوف ، المبشر بالجنة ، فتقدر ثروته بـ «ثلاثة ملايين ومائتي ألف دينار» ، وقد ابتدأ بن عوف ثروته بأقط وسمن ثم حاز الملايين ، فكان الاستثمار في السوق بالبيع والشراء هو الأسلوب الاستثماري له ، حتى أصبحت ثرواته على مرأى ومسمع من أهل المدينة ، كما روى أحمد في مسنده من حديث أنس ( أن عبد الرحمن أثرى ، وكثر ماله ، حتى قدمت له مرة سبعمائة راحلة تحمل البر والدقيق ) ، وفي البداية والنهاية ، قيل : وترك ألف بعير ، ومائة فرس ، وثلاثة آلاف شاة ترعى بالبقيع .. 5 – سعد بن أبي وقاص ، المبشر بالجنة وتبلغ ثروته «مائتي ألف وخمسين ألف درهم» .. )) .
    * وأني أتساءل هل للصحابة المبشرين بالجنة ، من هم ورغبة من متاع الدنيا ، أذا كانوا موعودين بالأخرة في الجنة ، هذا أولا ، أما ثانيا ، فهل للصحابة من وقت ودور في نشر الرسالة المحمدية ، أذا كان جل همهم ووقتهم ، مخصص ، للربح من التجارة من أجل جمع الأموال . علما أن النص القرآني ينص على ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)/ سورة التوبة ) .

    ثالثا – العلامة الفارقة في كل ما سبق ، هو في شخصية عمر بن عبدالعزيز 681 – 720 م / ثامن الخلفاء الأمويين ، وقد قيل عنه ( كان إذا ذكر الزهاد فهو في المقدمة ، وإذا تُحدِّث عن العباد فهو في أولهم ، لقد كان مثلاً أعلى في الزهد في زمانه ؛ فعن مكحول قال :” لو حلفت لصدقت ما رأيت أزهد ولا أخوف لله من عمر بن عبد العزيز”. وقال مالك بن دينار : ” الناس يقولون : إنّي زاهد ؛ إنّما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها “. تاريخ الإسلام (1/831) للذهبي/ نقل من موقع الدعوة الأسلامية ) . ولكن هذا الخليفة الزاهد لم يتركوه بزهده وطريقه القويم في الحكم ، فقتل مسموما ( .. فكثرة الأمراء الظلمة الذين ملوه وكرهوا محاققته لهم ، ونقصه أعطياتهم ، وأخذه كثيرا مما في أيديهم مما أخذوه بغير حق ، فما زالوا به حتى سقوه السم ، فحصلت له الشهادة . / نقل من موقع الكلم الطيب ) . ويقال أنه سم من قبل عائلته ، فقد جاء في موقع / ويكي شيعة ( ويعقتد البعض أن الأسرة الأموية سمّت عمر بن العزيز خشية أن تخرج الخلافة من أيديها.).

    خاتمة :
    * مما سبق ذكره ، يتضح أن الموروث الأسلامي رسم لوحة رائعة للرسول والصحابة ، ولكن هذه اللوحة مبهمة المغزى ، غير مفهومة المضامين والخطوط – بكل ألوانها ، بل حتى أن أيطارها الضخم فهو مزور ! . لهذا أننا نلاحظ قصصا في هذا الموروث ، ليس بها أي جانب من العقلانية والمنطق ، بدءا من رسول الأسلام وأنتهاءا الى صحابته والتابعين ..

    * أن تزوير الحقائق واضحا في الموروث الأسلامي ، فهم لم يكونوا من الزهد في شئ ، والدليل : (1) أن الرسول كان مزواجا ، والصحابة والتابعين أيضا ، والزهد أن كان موجودا ، فيجب أن يكون عاما ، أي في كل الأمور المالية والنساء وطريقة الحياة معا ، فالرسول والصحابة قد تزوجوا الكثير ، وكان لهم جواري وأماء وعبيد وخدم ، فكيف لرجل أن يحيا بهكذا رغد ، ويكون زاهدا ! . (2) الزهد في الدنيا ، يعني ترك الثروة المادية للحياة الدنيا ، والكثير من الصحابة والتابعين كانوا تجارا ، والزاهد لا يكون تاجرا ! خازنا للمال . ( .. وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34)/ سورة التوبة ) . (3) وهنا تظهر علامات أستفهام ، هل كان حب الصحابة والتابعين للدعوة المحمدية صادقا ، أم كان الأمر وراءه منافع ومصالح ، وهنا يتجلى بكل وضوح المبدأ الميكافيلي ” الغاية تبرر الوسيلة ” للصحابة .

    * وأخيرا – حتى نختم المقال ، لا بد لنا أن نعرف الزُّهْد ( فالزهد : هو الأنصراف إلَى العِبادَةِ وَتَرْكَ مَلَذَّاتِ الدُّنْيا ، الإِعْراضَ عَنْها احْتِقاراً لَها / نقل من موقع قاموس المعاني ) ، والسؤال : هل كان أيا من الرسول والصحابة المبشرين بالجنة وباقي الصحابة والتابعين ، زاهدين بالحياة الدنيا ! ، أتركوا أيا من متاعها وملذاتها ! ، أم كانوا من أكبر المتنعمين بها ، وهذا السؤال يمكن للقارئ المطلع فقط الأجابة عليه .. أن واقع الموروث الأسلامي البعيد عن الحقيقة القريب من الخيال ، ينطبق عليه مقولة الفيلسوف فردريك نيتشه: ( الشي الوحيد الذي تم تحريمه حتى اليوم وبشكل منهجي هو : ” الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..