مقالات سياسية

رسالة للفاتح جبرا وآخرين

د. العبيد الحسين 

الأخ الأستاذ الفاتح جبره

لا ينكر إلا مكابر مجاهداتكم في زعزعة أركان النظام البائد ووقوفكم بكل بسالة في مواجهته وفضحكم ممارساته طوال سنوات حكمه خاصة ما يتعلق بفساده وتجاوزه لحقوق الإنسان من قتل وسحل وتعذيب وإذلال وتجويع . وفي الوقت الذي استلت فيه القوي المضادة للثورة من أزلام النظام البائد ومن شايعهم سيوفهم وخناجرهم لشق صف لجان المقاومة حائط الصد الأول لثورة ديسمبر المجيدة ، تفاجأ الشارع السوداني ببيان ممهور باسمكم وعدد من النشطاء السياسيين- ومعظمهم من المهاجرين ومشهود لمعظمهم مواقفهم الصلبة ضد النظام البائد ومساهمتهم في دعم الثورة وإسقاط النظام – بالدعوة لإنشاء حزب باسم لجان المقاومة ويستهدف الحزب استقطاب أعضاء لجان المقاومة استعدادا للانتخابات القادمة في مواجهة قوي الثورة المضادة وحلفائها ، ولا يساورني ادني شك في أن هذه الدعوة خالصة لأننا نعرف معظم الموقعين علي   بيان التأسيس ولكن نقول بكل أسف أنها ستلاقي قبولا ودعما من أعداء الثورة لأنهم ظلوا يعملون لتحقيق هذا الهدف منذ سقوط نظامهم الهالك.

أخي جبرا إن لجان المقاومة كما تعلمون تحالف عريض يضم كل أبناء السودان بمختلف توجهاتهم الفكرية والتنظيمية والحزبية والاثنية والجهوية وانصهروا في جبهة واحدة لتحقيق أهداف محددة ورؤية ثاقبة لم يتخلوا عن انتماتهم  ولكنهم تعاهدوا علي تحقيق ما اتفقوا علية في وحدة هدف وتلاحم لم يشهد له التاريخ السياسي السوداني مثيلا تمثل في إسقاط النظام وبناء سودان جديد يسع الجميع .فماذا يطلب الموقعين علي البيان من هؤلاء الشباب؟ أن يتخلوا عن قناعاتهم وينضموا لهذا الحزب وماذا إذا اقتنع بعضهم ورفضت الأغلبية، أليس هذا شق الصف بعينة وتكون هذه الدعوة قد نجحت في تحقيق ما عجزت عنه قوي الثورة المضادة في شق قوي المقومة.

كنت أتوقع أن يتوجه هذا البيان لدعوة لجان المقاومة لمزيد من التلاحم والتماسك لحماية الثورة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به الثورة والمؤامرات التي تحيط بها من جانب   حتى يتم تحقيق كل أهداف الفترة الانتقالية ونمهد لانتخابات حرة وديمقراطية وعندها تدعوا تحالف لجان المقاومة  للتنسيق والتحالف مع القوي السياسية العازمة علي تحقيق أهداف ثورة ديسمبر كاملة غير منقوصة في الانتخابات القادمة.

نأمل من الموقعين علي بيان التأسيس التأمل فيما ذكرنا وان رغبوا في تأسيس حزب فهذا حق مكفول فليدعوا له جماهير الشعب السوداني وإذا رغب احد  أعضاء اللجان الانضمام إليهم فهذا حق مكفول كذلك ولكن الدعوة يجب ألا تكون باسم لجان المقاومة فالأسماء علي قفا من يشيل.

التحية والتقدير لكم ولكل الموقعين علي البيان وعاشت  ثورة ديسمبر المجيدة والمجد والخلود للشهداء والخزي والعار لأعدائها.

|د. العبيد الحسين
[email protected]

‫5 تعليقات

  1. لجان المقاومة أسسها الحزب الشيوعى واستخدمها لتحقيق طموحاته
    فلا بد من سحب البساط من تحت قدميه
    خد بعض الأمثلة
    مقتل طالب خلوة عد بابكر
    مزاهر إبراهيم عبدالله شيوعية استخدمت المقاومة فى حادثة كوستى

    وورطت الشباب

  2. اولادنا فى لجان المقاومة الان فى حيرة من امرهم .. تقريبا كل الشباب بمختلف خلفياتهم الحزبية ايقنوا ان احزابهم الحالية لا لا تشبع طموحاتهم فى الحرية و السلام و العدالة … الشباب اكثر الناس حرصا على وحدة الصف زز و الاحزاب كلها لا تتردد لحظة فى شق وحدة الصف من اجل مكاسب شخية ناهيك عن انها مكاسي حزبية .. شوف الشباب فى حزب الامة فى امتعاض شديد من قادة الحزب .. و باقى الاحزاب ليست بافضل حالا ,, انتم يا قادة الاحزاب لا تعملون من اجل وحدة الصف ..و الان الخوف كل الخوف من الشباب ينضموا لحزب يعبر عن مطالبهم … الشباب لم يسعوا لشق الصف .. كل قادة الاحزاب و الذين يعتقدون انهم يمثلون الشباب , هؤلاء هم الذين بذروا بذرة شق الصف لدرجة ان بعضهم بدء يغاغزل ناس المؤتمر الوطنى.

  3. لا يجب أن يمنعنا الرهاب من “أعداء الثورة” من التقدّم نحو مستقبل أفضل. ما بالضرورة حزب، سمّه مثلاً، “تجمّع لجان المقاومة السودانية”. خذوا الدرس من التجربة التونسية، حيث حصل مرشح الإنتخابات الرئاسية المستقل، دكتور قيس السعيد، الرئيس التونسي الحالي، علي أغلبية أصوات التونسيين، بالذات من فئة الشباب الذين يشعرون بخيبة أمل في الطبقة السياسية التقليدية. فلا بد من إعادة ترتيب القوي إذا أردنا تغيير النظم القديمة بنظم أفضل، وإلّا، كأنك يا أبو زيد ما غزيت.

    1. التونسي قيس سعيد فوزه الغنوشي ولولا الغنوشي الذي انتظر التصفية بين قيس ومنافسه ليدعم أحدهما وعلى أية حال تونس ليس فيها أحزاب طائفية كما عندنا ولذلك لا توجد مشكلة بين الشباب والأحزاب

  4. هذه الثورة لايستوعبها حزب وغير قابلة للتقزيم في حزب سياسي وهي بديل لكافة الأحزاب ولنظام الديمقراطية الحزبية وبديل الكل يستحيل أن يكون جزءاً منه! كبروا عقولكم أو أرعوا بقيدكم بعيداً عن اسم الثورة أو التسمي باسمها – وحتى لو صدر قانون أحزاب، مع عدم لزومه، فإنه قطعاً سيحظر أي اسم لحزب يوحي بارتباطه بالثورة أو بعلاقته بالثوار منعاً للإستغلال والتكسب باسم الثورة ومن ثم الإخلال بمبدأ المنافسة الشريفة مع بقية الأحزاب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..