المّية … هل تتكلم …عربي .. أم تكّذب الغطاس ؟

المّية … هل تتكلم …عربي .. أم تكّذب الغطاس ؟

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

الدكتور محمد بها الدين وزير الرى المصري

اخواتنا في شمال الوادي يتعاملون في الغالب مع اخواتهم في جنوبه تكتيكيا وليس استراتيجيا .. بل وفقا للحالة التي يعيشونها حيالهم ، فهم حينما تكون غزالتهم هائجة علينا ، يقولون فينا اعلاميا واسفيريا أكثر مما يشموه من روائح القطط الفطسانة ، وعندما ترتفع وتيرة المحبة فجاة ، فنحن اخوات وأبونا النيل !
في السنوات الأخيرة وعندما ازدادت حاجة دول الحوض في منطقة البحيرات للماء الذي جعله الله أساسا لحياة الانسان والزرع والضرع وهو في ذات الوقت بات مصدرا حيويا للطاقة التي تقوم عليها عناصر النهضة الحديثة ، انتبهت تلك الدول الى أهمية زيادة حصتها من المياه ، لاسيما أنها بمثابة مقرات المنبع الذي يعبيء المصبات وهي تمر بالسودان كأطول معبر لها وتنتهي في مصر لتأخذ حاجتها من الماء في عجل قبل أن يتسرب باقي الخرير الى البحر ، فيتطاير رذاذه خطفا كظل الطير قريبا من شفاه الأمورة المتلهفة اسرائيل التي تتلمظ نسائم الزلال وهي تغنى ..
عطشان يا صبايا ..دلوني على السبيل .!
ولعل تل أبيب الأن قد غرست (سلوّكتها )عند جروف النيل الأبيض بعد ظهور عضو جديد في منظومة دول حوض النيل ..فأصبح لكل شمال ، جنوب يعول عليه أو يخشاه، فمثلما تهفو عيون القاهرة بتودد الى الخرطوم التي تنظر بدورها شذرا الى جنوبها اليافع ، فجوبا هي الأخرى لن تقف نظراتها عند كمبالا فقط بل ربما تغمز بعين الغزل لباقي الدول التي شكلّت تكتلا هو الأكبر من حيث الكم ، في مقابل مصر والسودان التين كانتا تعتمدان على عنصر قوة الكيف استنادا الى التأثير المصري دوليا على الأقل حتى آواخر عهد النظام السابق في أرض الكنانة !
بعد الثورة المصرية تولى الوزير الملتحي الدكتور هشام قنديل قيادة موجات الرى .. محاولا من بصيص خبرته السياسية أن يروي حقول مصر العطشى
ويضيء بيوتها التي بدأ يلفها ظلام انقطاع التيار!
الى أن انتهى به مشوارها القصيرالى سد رئاسة الحكومة العالي ..

فأسلم دفة المركب الى ملتحي آخر ، هو الدكتور محمد بهاء الدين الذي لم يتمهل في جلسته جيدا حتى حمل جرادله و سبح بالأمس عكس التيار ليطبع قبلة
( اخوانية ) طاهرة على لحية وزيرنا اسامة عبد الله المهندس المدلل رئاسيا والمالك حصريا للري والسدود والكهرباء في سودان الانقا ذ، وخرجت اللحيتان متفائلتين من عناق المحبة ، بتصريح فحواه أن مصر والسودان كدولتي مصب في مجرى سياسي اخواني واحد ، ستتكلمان بلغة الضاد في صراع الوجود ضد تماسيح المنابع التي سخر منها بعض مساخيط الأسفير من اخواتنا عيال مصر بقولهم . ان حاجة الأفارقة هناك للمزيد من المياه مردها فقط لأنهم أخيرا تعلموا الاستحما م !
مثلما كنا نقول لهم نحن اننا نرسل لكم الماء الجاري بعد أن نستنفد منه حاجتنا في كل حاجة ما عدا التنمية والزراعة والشرب والكهرباء !
ولعلهم لم ولن يعدموا حيال عدم استفادتنا من حصتنا الفائضة ، الحيلة لتوظيف النكات الساخرة ردا علينا !

الآن .. من يدري ، لأى لغة ستكون الغلبة ..لسواحلية العدد الأكبر من دلاء المنبع و قد يرمي لها سلفا كير قبعته تحية بلكنة انجليزية على الطريقة الأمريكانية مع الترجمة العبرية الفورية على الشريط ..؟
أم عربي ثنائي الغرف الكيزاني ، التي تقوده مصر الجديدة وهي تبحث في ملفاتها القديمة عن سر الشفرة التي كان يستخدمها حسني مبارك في تسخير سحره الباتع لتعطيل تمويل الدول الكبرى والجهات الداعمة لمشروعات السدود والطاقة في دول المنبع ، حتي لا تزيد في حصتها من أكسير الحياة بما يمّكنها من الاستحمام جيدا بصابون التنمية ، لتقف شامخة نظيفة حضاريا في الصفوف الأمامية للدول المتطورة على أقل تقدير وعلى مستوى القارة الأفريقية ، دون أن يتأفف أحد من رائحة قشرة التخلف التي سدت مسامات جسدها قرونا طويلة !
وكما يقول المثل ..
الميّة تكّذب الغطاس ، لان لغتها أحيانا ومهما تصارعت حولها اللغات ..
هي لغة الغدر فتأخذ تياراتها حتى من يجيد العوم !

تعليق واحد

  1. سياسة مصر تجاه دول حوض النيل وخاصه كلبهم المطيع السودان,, لاتتغير بتغير الوزير المائي المصري

    فكلهم يعتبرون النيل ملك لمصر وبقدره قادر اصبح السودان دولة مصب ارضاءا لست الكل مصر

    وسفلة الانقاذ لايتورعون في تقديم الغالي والنفيس لارضاءا اسيادهم في مصر كل ذلك علي حساب شعبنا المغلوب علي امره وملعون ابوكي بلد

  2. …مصلحتنا و بس..!..لكن للاسف , كل حكومات السودان المتعاقبة والقادمة , لاترى الا مصلحة جيراننا وبس..!!!

  3. اي موقف سوداني اتجاه التنسيق مع مصر في مياه النيل مربوط بالانسحاب الجيوش المصرية من حلايب و شلاتين او احالة الملف الي محكمة العدل الدولية – نحن نعلم ان هذه الحكومة الكسيحة و هي تلفظ انفاسها الاخيرة لا تملك الشجاعة للتحدث عن مصالح الشعب السوداني – و عليه اي اتفاق مع المصريين في هذا الشان يعتبر لاغيا بعد نجاح الثورة باذن الله – ويجب علي اقضاب المعارضة من الان التكاتف مع بقية دول حوض النيل للضغط علي مصر و تحرير حلايب و شلاتين بالتي هي احسن – هذه السنة ايراد النيل عالي نسبيا و لكنهاسيعقبها سنين طويلة من الجفاف مما يجعل مصر في وضع سئ للغاية و قد يتوقف معه التوليد المائي من السد العالي باذن الله .

  4. الأستاذ / برقاوى لك التحايا ونتمنى ونرجو أن يجمع العيد القادم كل الطيور المهاجرة فى وطننا الحبيب السودان ببركة رمضان وقوة الثورة المستمرة لقلع الفساد وكم آلمنى مقالك السابق لما حال عليه حال كتابنا الذين صاروا يسترزقون من النظام ونترحم على الأقلام الحرة .
    بالنسبة لمقال اليوم كما دأبنا على تسمية ( أخوتنا فى شمال الوادى ) وهم يستهزؤن بتسميتنا ( أبناء النيل ) فى فترة السبعينات وبعد توقف الأصدارات التى كانت تأتى من بيروت نسبة للحروب التى دارت هناك غزتنا المطبوعات المصرية وكنا نلتهمها ألتهاما ولاكن ماهالنى فى تتبع الأخبار التى كانت ترد من كل بقاع العالم لااجد فيها شيئا عن سوداننا ولو اليسير فكانت وقفة تأملية لحالنا معهم فوجدت عندما يأتا ذكر السودان ماهو إلا تابع لهم ودونك حال جيشنا الذى حتى الأن لايذكر شيئا مما كان يجرى فى فترة إحتلال سيناء وحرب التحرير 1973 لايوجد أى ذكر لقواتنا التى كانت تتحرك من الهجانة فى كردفان والقطارات التى كانت تمتلئ بالذاهبين الى الجبهة والزغاريد والتهليل فى كل محطة من الغبش فأين كانت تلك الجيوش تذهب رحلات سياحية ؟ ..لاادرى لم نسمع من سوداننا أى خبر عن ذلك أم عساكرنا يخجلون من ذكر مشاركتهم فى التحرير ؟..
    ماذا أستفدنا من أتفاقية مياه النيل ؟ التى كبلنا بها ولم تقم أى مشاريع غير مشروع كنانة وعسلاية يادوبك بيسحب ليهو حبة موية وسكر النيل الأبيض ماأظن راح يدور بطاقة أنتاجية مجدية ودونك مشروع سندس اليس المفترض أن يسحب من النيل ؟ وين سندس الأن ؟.
    الجماعة ديل لايفقهون شيئا عن السودان غير أنه بقرة حلوبة لهم فقط والبركة فى جماعتنا المنبرشين لهم وأين كهربة السد العالى التى وعد بها السودان من أجل إغراق(حلفا)وماذا جنوا ناس حلفا غير ( السرطان ) من بيوت الأسكان التى أسكنوا بها فى حلفا الجديدة .
    مصيبتنا فى سياستنا جميعهم ينبرش لهم من أجل تزكيتهم للأخرين !!!المصيبة كل المشاريع تعطلت الجزيرة ومشاريع الأعاشة بالنيل الأبيض ( أم جر ووكرا والهشابة )وجنوب النيل الأبيض ( أم هانى وأم جلالة وود دكونة وودعمارة ) وعلى فكرة دى كانت من مشاريع ما يسمى بالدائرة فكانت تمتص دماء الغبش والجماعة مسمنها مزارع خاصة بهم لأنتاج القطن وكلها الأن لحقت أم الطه من أجل عيون أم الدنيا فإذا تمسحت لحاهم أو خدودهم برضو هم الكسبانين وجماعتنا فى الأخر يقولوا ليك أخوانا فى الدين ..وهاذا كله من أجل ضمان شققهم وأموالهم التى تكدست عندهم وبعدين يفكوهم زى مافكوا أبو عاج وجانا مفلس ( ما عرفنا اللهط ال13 مليار هو معاهم ولا بهاء الدين المستشار )وال13 دى كانت مديونية السودان بعد مايو وهسع بقت فوق الأربعين وياساتر تطلع زيادة…

  5. * وانا اقرأ هذا الموضوع خاطرات عدة خطرت لي
    * واحد مصري من شكلو ومظهرو وما يتابط من جرائد ومجلات تقول ( هؤلاء الزول ) كنا بناقش النيل كموضوع رابط بينا البيه اتنفش زي الطاووس وقال بالفم المليان : آآآ هو آآ النيل آآ ماهو بروح لكم من عندنا- كان هذا زمن الرئيس المؤمن الله يرحمو
    * السادات الله يرحمو بي نبرتو الدراماتيكية واجادته التمثيل حتى انه يقول كلاما من بينه يبث كلاما دائما ما يكون كبير جدا- بالبلدى كدا كلامو دائما تحتو كلام قال :اللي يفكر في إلسودااان لازم يفكر عشررررا مراات – وضغت علي عشرة شديد
    * واحد من اصحاب الفكر ( الكوزويلجي ) قال نحن لو ناس المنبع والمصب انقرضوا في بعضون ما همانا كان النيل ده جف الغيس – يقصد الغيث – بسقينا وبسقى بهايمنا( وبنغتسل )منو ونتضوى والباقي نديه ليهن نحن برانا (مم باع) كان هذا ومازال فى الزمن الا غبر

  6. من سخرية القدر أن يتهكم المصريون على إستحمام الأفارقة !!! عندهم كتاب مطالعة يدرس فى المدارس يقول عن الإستحمام .. عمرو ولد نظيف فهو يستحم مرة كل أسبوع فى الصيف ومرة كل شهر فى الشتاء وانا متأكدةمما أقول لقد قرأت هذا الكلام فى كتاب طفل من أقربائى كان يدرس بالقاهرة سنة 1979 لا تعليق ..وأكتفى بهذا فيما يخص اولاد بمبة.
    أما فيما يخص ناسنا.. ناس قريعتى راحت مشروع الجزيرة الذى كان تاج راسنا باعوه فى سوق النخاسةبتمن بخس .. والله تحزن لما جابت قناة الجزيرة برنامج ما وراء الخبر وصور النيل الأطول جزء فيها داخل السودان المكلوم نتمنى ان يأتى يوم نرتاح من كابوس الإنقاذ لننهض بسوداننا الحبيب
    الذى نتمنى( مع مياهه وموارده) أن يكون أحسن بلدبإذن الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..