كلينتون: لا نعلم ما ستجلبه الديمقراطية والتغيرات في الدول العربية

أقرت وزيرة الخارجية الأميركي هيلاري كلينتون بأن الولايات المتحدة لا تعلم النتائج المتوقعة من عمليات الانتخاب المقبلة في الدول العربية التي تمر بانتقال سياسي تاريخي وخاصة في ليبيا وتونس ومصر. وقالت كلينتون خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب الأميركي إنه من غير المعلوم «ماذا ستعني الديمقراطية أو ماذا ستجلبه التغيرات» في الدول العربية، مؤكدة عزم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما البقاء على اتصال مباشر ومتواصل مع القادة الجدد.

وجاءت تصريحات كلينتون ردا على سؤال من عضو الكونغرس الجمهوري دان بيرتون حول التطورات في ليبيا وتونس ومصر، وإثارة دول الأحزاب الإسلامية في تلك الدول وإمكانية فرض الشريعة فيها. وقال: «أنا قلق من أننا نواجه إيران جديدة في ليبيا وتونس ومصر ومن يعلم ماذا سيحدث مع سوريا». وردت كلينتون قائلة: «إنه سؤال لا نعرف الإجابة عنه بعد، ماذا ستعني الديمقراطية وما ستجلبه هذه التغيرات؟ لا يمكن التكهن حول نتائج الثورة». وأضافت: «الولايات المتحدة تتواصل مع وملتزمة بالعمل مع القادة الجدد ونوضح لهم أهمية نبذ العنف واحترام الدولة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق النساء والحريات الأساسية مثل حرية التعبير». وأقرت كلينتون بأنه من الصعب معرفة توجهات القادة الجدد بناء فقط على ما يقال، قائلة: «الكثير من القادة يقولون ما نريد الاستماع إليه وآخرون يقولون ما يثير انتباهنا.. نحن نقوم بكل ما بوسعنا لنطرح نفوذنا». وتابعت: «الرياح التي تهب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليست تحت سيطرتنا وفاجأت الكثير ونحن نقوم بما نستطيعه».

وأثيرت خلال جلسة الاستماع التي خصصت للحديث عن التطورات في أفغانستان وباكستان قضية السلام في الشرق الأوسط، وإمكانية دعم المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ولكن لم يكن لدى كلينتون معلومات جديدة حول جهود الرباعية. واكتفت كلينتون بالقول: «نحن نركز على جهود دفع الأطراف إلى المفاوضات لحل القضايا العالقة والتوصل إلى حل.. لدينا عملية تقوم بها الرباعية الدولية وهناك تركيز على أهمية تقدم الطرفين بمقترحات حول الحدود والأمن.. نحن نعمل على تحقيق هذه الأهداف من خلال محادثات غير مباشرة وهي ليست الطريقة المثلى ولكن نحاول إبقاء الحركة» حول هذه القضية من خلال المفاوضات غير المباشرة. وناشدت كلينتون الكونغرس عدم قطع المساعدات للفلسطينيين، قائلة: «يجب عدم قطع المساعدات وخاصة المساعدات المالية للأمن في الضفة الغربية لأنها من مصلحة إسرائيل نفسها.. آمل أنه عندما يفكر الكونغرس في هذه القضايا أن نتشاور عن كثب». وأضافت: «لا نريد رؤية انهيار للسلطة الفلسطينية أو التعاون الأمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين» من جهة أخرى، عبر عضو الكونغرس ستيف شابوت عن «قلق عميق» من قرار عدم إبقاء قوات أميركية إضافية في العراق، معتبرا أن «القرار حدده جدول زمني سياسي»، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. وأضاف: «سيكون فشلا كارثيا في حال سحبنا قواتنا قبل أن يكون العراق جاهزا»، رابطا بين الانسحاب من العراق والاستعدادات الأميركية للانسحاب من أفغانستان بحلول 2014. وحذر من أن «النجاح يساوي الانسحاب» في تفكير إدارة أوباما. وطرح عدد من أعضاء الكونغرس أسئلة عن وضع مجاهدين خلق في العراق بعد انسحاب القوات الأميركية، لترد كلينتون: «وزارة الخارجية الأميركية تراجع وضع مجاهدين خلق على لائحة الإرهاب، نأمل التوصل إلى قرار حول ذلك قريبا، الوضع الإنساني في معسكر أشرف غير متعلق بهذه القضية، من المهم الاعتراف بأن علينا بذل الجهود لإخراج الناس من المعسكر قبل نهاية العام ونحن نحاول فعل ذلك ونحن نعمل من خلال الأمم المتحدة وبالتعاون مع الحكومة العراقية، نحث الاتحاد الأوروبي ودول أخرى لإعادة توطين المقيمين في معسكر أشرف». وأضافت: «إنني أركز شخصيا على ضمان حماية المقيمين في معسكر أشرف ونحن ندين قتل 36 من المقيمين فيه، بغض النظر عن كيف حدث ذلك».. «نواصل حث الحكومة العراقية على إظهار ضبط النفس وأن يعاملوا المقيمين في معسكر أشرف بطريقة إنسانية».

ولم تعلق كلينتون على اعتراض شابوت على الانسحاب من العراق، لكنها أكدت على الالتزام بموعد سحب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2014، وهو الموعد الذي حدده أوباما بالتنسيق مع الحكومة الأفغانية. وقالت: «ما زلنا ملتزمين بالموعد المحدد للانسحاب وهو موعد تم الاتفاق عليه مع الحكومة الأفغانية.. نقوم بنقل السلطات ولدينا خطة يطبقها القادة العسكريون وسنواصل دورنا في التدريب والاستشارة ولكن ننهي المسؤوليات القتالية». وأضافت أن زعيم «القاعدة» «أسامة بن لادن والكثيرين من كبار مسؤوليه قتلوا، القاعدة ما زالت تشكل تهديدا ولكن أصبحت أضعف».. «قوات التحالف والأفغان استطاعوا أن يعكسوا تقدم قوات حركة طالبان». وأوضحت أن الولايات المتحدة تعتمد «استراتيجية من 3 مسارات: المحاربة والحديث والبناء، وندعم المسارات الثلاثة في آن واحد» للنجاح. وبينما تواصل محاربة خصومها في أفغانستان، أكدت كلينتون إمكانية التفاوض والحديث مع من يريد السلام. كما أضافت أن البناء والأعمار سيساعد على استقرار أفغانستان على الأمد الطويل ويدعم الأهداف الأميركية في البلاد. وأوضحت أنه «مع مغادرة قوات التحالف من أفغانستان يجب تحقيق أهداف واقعية للتنمية»، مؤكدة: «لا يمكن التراجع عن الحقوق التي عمل الأفغان جاهدين لتحقيقها ومنها حقوق المرأة».

وأثيرت تساؤلات كثيرة لكلينتون حول قضية المحادثات الممكنة مع حركة طالبان والتوصل إلى حل سياسي للحرب في أفغانستان، بالإضافة إلى قضايا الفساد وانعدام القدرات المحلية التي تعرقل من عمل الحكومة الأفغانية. وقالت كلينتون «الفساد من أكبر التحديات في أفغانستان وفي دول كثيرة في العالم.. القضية الأساسية بناء القدرات المؤسساتية ووضع الآليات» لمنع الفساد.

وفيما يخص باكستان التي زارتها كلينتون الأسبوع الماضي، أكدت أنها أبلغت الباكستانيين أنه لا يمكن وجود «إرهابيين جيدين»، في إشارة إلى علاقة إسلام آباد بشبكة حقاني. وأضافت: «لدى شبكة حقاني معسكرات في باكستان.. نحن نتفق أنه لا يمكن أن يكون هناك مستقبل مستقر في المنطقة من دون باكستان».

وكان هناك اهتمام من عدد من أعضاء الكونغرس بمعسكر أشرف: «إنني أركز شخصيا على ضمان حماية المقيمين في معسكر أشرف ونحن ندين قتل 36 من المقيمين فيه سابقا، بغض النظر عن كيف حدث ذلك».. «نواصل حث الحكومة العراقية على إظهار ضبط النفس وأن يعاملوا المقيمين في معسكر أشرف بطريقة إنسانية» ويذكر أن كلينتون ستحضر اجتماعا خاصا في اسطنبول حول أفغانستان الأسبوع المقبل. وقالت كلينتون: «تركيا منشغلة بما يحدث في أفغانستان وقواتها تعمل هناك.. لدى تركيا القدرة على التواصل مع دول عدة مثل أفغانستان وباكستان فهي دولة ذات غالبية إسلامية وديمقراطية ويقودها الآن حزب أصوله إسلامية.. فلديها نسبة عالية من المصداقية».

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..