مقالات سياسية

النقد الذاتي

نظره صريحا الى تاريخ من الكوارث الوطنيه من اجمل ماتعلمته من خلال تجربتي بالخزب الشيوعي هو اهمية النقد والنقد الذاتي فهو يساهم مساهمة كبرى في تقويم الاخطاء وتطوير المواقف بالنسبه للافراد والمجموعات ولن يقلل من اهمية النقد الذاتي ان بعض الشيوعيين اعتبروه نوعا من العقوبات ولكنه على العموم تجربة فائقة الاهميه وصحيحة تماما ومع الاسف فاننا في السودان (في حدود تجربتي) قلما نتعامل بهذه المفرده الساحره لان البعض يعتبر اي نقد تهجما شخصيا يتلوه اعلان الحرب على الناقد مما يجعل الكقيرين يؤثرون السلامه ويغضون الطرف عن مواقف معينه كان يمكن ان تغير مجريات الامور لو وجدت شجاعة في النقد واريحية في تقبله ولو راجعت حياتك الشخصيه لو جدت ان من تابعو نقد مواقفك هم في الحقيقه من ساعدوك على تطوير مسيرتك الحياتيه فعلا حتى وان لم يعجبوك لان البديل لعدم النقد هو تكرار نفس الاخطاء وفي ظل اوضاع متجددة السوء واما في حياتنا السياسيه العامه فقد شكل غياب مفهوم النقد والنقد الذاتي كوارث وطنيه حقيقيه اذ ظللنا نكرر نفس الاخطاء ومع الاسف مكررة وبالكربون مثلا متى تم نقد تجربة جبهة الهيئات ابان ثورة اكتوبر لمحاولة الاستفاده منها سلبا او ايجابا؟؟ والجواب ان ذلك لم يحصل ونفس القوى التى شاركت بجبهة الهيئات ابان ثورة اكتوبر تجمعت بالجبهه الوطنيه ايام مايو وخاضت اكبرمعاركها في يوليو 76 فيما سماه الاعلام الحكومي المايوي بغزوة المرتزقه من قيم تلك التجربه؟؟؟؟؟؟ وايضا نفس تلك الاحزاب والتى انضم اليها الحزب الشيوعي الذي لم يشارك بالجبهه الوطنيه ولكنه كان حاضرا في باقي التجارب قبلها وبعدها قلت ان تلك القوى السياسيه شكلت التجمع الوطني الذي حمل السلاح بعد 94 واعلن وثيقة القضايا المصيريه باسمرا 95 وهي تجربة كبيره سياسيا وعسكريا واثرت في تاريخ السودان كله لانها وافقت على حق تقرير المصير للجنوب بعد ان وقعه على الحاج من طرف الحكومه مع انفصاليي ما سمي بجناح الناصر فيما سمي باعلان فرانكفورت من قيم تلك التجربه بمافي ذلك جانبها العسكري والسياسي شاملا المشاركه في مفاصل السلطه عبر سلسلة اتفاقيات السلام(اسمرا جزء منها)…..؟؟؟؟؟؟ ولو تابعت تفاصيل تلك التجارب وهذا ليس محلها لاندهشت من تكرار نفس الاخطاء والتى جاءت بنتائج كارثيه على تاريخ بلادنا فمثلا شعبية الشيوعيين ابان ثورة اكتوبر دفعت بشركاءهم من الانصار والختميه والاخوان الى تدمير التجربه الديمقراطيه بواسطة قضية حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان بعدها قام اضباط الاحرار بالجيش بالانقلاب على الديمقراطيه بقيادة النميري وبالرغم من بيان انتقاد الحزب للانقلاب صبيحة 25 مايو الا انهم ايدو الانقلاب فيما بعد (لماذا نتهرب من ذكر هذه الحقيقه) وقد سير اتحاد العمال بقيادة الشهيد الشفيع موكب 2 يونيو الهادر( هذا اسمه)تاييدا لمايو وهذا لايقلل من جسارة تحدي الشيوعيين لمايو ابان انقلاب 19 يوليو بقيادة الشهيد بابكر النور(رئيس مجلس قيادة ثورة يوليو) ولنكن صريحين جدا فان انقلاب الشهيد بابكر والذي اشتهر باسم منفذه الشهيد هاشم العطا كان (ثوره تصحيحيه لمايو) في اطار خلاف الشهيد عبدالخالق مع النميري حول شكل الاشتراكيه ودور الحزب الشيوعي فيها (احتجاج عبدالخالق على تعيين نميري لشيوعيين بدون استشارة الحزب مثلا) وللحقيقه والتاريخ فان الحزب الشيوعي اصدر بعد ذلك بيانه الشهير الديمقراطيه هي الحل ومنذ تلك الايام طلق فكرة الانقلابات العسكريه اما حزبا الطائفيه الامه والاتحادي فقد ظلا يوقعان على كافة المواثيق ايام المعارضه ثم يتنصلان عنها بعد ذلك على حسب تغير الاحوال (راجع موقفيهما بعدالانتفاضه من التجمع قبل وبعد الانتخابات فالامه كان تجمعيا حتى حاز على اغلبية مقاعد الجمعيه التاسيسيه فانقلب على التجمع واما الاتحادي فظل في خندق السدنه حتى انقلب عليه حليفه الصادق وتحالف مع الاخوان فعاد الميرغني الى التجمع باتفاقية سلام الميرغني قرنق) واما حزب الامه فحدث ولاحرج فهو يتجول بين مواقع الحكومه والمعارضه على حسب الاحوال والتساهيل منذ الانقلاب وحتى الان ولم نسمع نقدا من قبل كل تلك الاحزاب الاماذكرناه عن الشيوعين حتى الان واما الحركه الاسلاميه فان تكرار تجاربها الفاشله هو ماضيع بلادنا تماما فقد ايدو تجربة قوانين سبتمبر وركبو موجتها مؤيدين ومهللين ثم انتقدوها باستحياء بعد الانتفاضه وبرر الترابي تاييده لها وكان مستشارا للنميري بابتسامته الخداعه قائلا ان تلك القوانين كتبها المتصوفه وان النميري لم يشاوره وحتى ان كان ذلك صحيحا فلماذا لم يحتج ويعارض والنميري ينافسه في ميدانه ثم قامت جبهة الترابي بدفن الديمقراطيه بانقلاب البشير وماتبعه من كوارث وكانت سنوات الترابي العشره الاولى مع النظام هي الاقبح والاكثر دموية بكل المقاييس بل وتجاوز الترابي تجربة النميري العرجاء بهوجة التسعينيات واعراس الشهيد وزواج الحور العين ومساهمات الطيور والحيوانات في الجهاد وتبرع الغزلان بلحومهن لاشباع المجاهدين وغير ذلك من الخزعبلات التى نفض الترابي يده منها بعد خروجه على النظام فجرده من كل دين وايمان حتى نزع شرف الشهاه عن قتلاه ….فتأمل من نقد كل تلك التجارب الكارثيه من؟؟؟؟ ثم تأمل معي حال الرفاق بالحركه الشعبيه والتى سلمها التجمع قيادته العسكريه وامانته العامه كما سلمها مؤتمر البجا مناطقه المحرره وفتحت لها ارتريا اراضيها فكانت النتيجه ان الحركه انفردت باتفاقية سلام متجاهلة كل حلفاء الامس حيث اضطر التجمع الى توقيع اتفاقية القاهره الضعيفه ونقلت الحركه شرف الاتفاق الى كينيا ولم تجد ارتريا صاحبة الجلد والراس الا مقعدا للمراقبه وبشق النفس اما مؤتمر البجا فقد ذاق الامرين ويكفي ان جيش الحركه بعد توقيع مشاكوس منع جيش مؤتمر البجا من التحرك الى دروديب(وهذه معلومه تنشر للمره الاولى) بحجة ان وقف اطلاق النار يشمل ايضا الجبهه الشرقيه بل وان السيد قرنق اجاب على تساؤلات حلفاءه البجا بعد مشاكوس قائلا لهم وبسخريه (كل زول ياخد على قدر طول بندقيتو) وما جرى بعد نيفاشا فلن اتحدث عنه خوفا من شماتة الانقاذيين فهل تم تقديم نقد موضوعي لعلاقة التحالف مع الحركه الشعبيه من قبل حلفاء الشمال؟؟؟؟؟ وهل تم نقد للتجربه العسكريه لاحزاب الشمال ومعظمها متواضعة جدا لماذا افتح هذه الجروح القديمه؟؟ولماذا افتح على نفسي بوابات الهجوم وخاصة ممن يرفعون دائما شعار ان هذه الظروف غير مناسبة للنقد فمتى تاتي هذه الظروف ونحن نسمع نفس تلك التبريرات منذ الاستقلال؟؟؟؟؟ ا ن التجربه السياسيه السودانيه لن تتطور وتتقدم ان لم تخضع لمشارط النقد الذاتي وستظل تراوح مكانها ان لم نسلط كشافات النقد على جوانبها المظلمه لكيلا نقع في نفس الحفر والمطبات التى كلفت بلادنا حروبا وانقسامات واوضاع مزرية للغايه هل سيكون مقالي هذا فرصة للبدء بنقد ذاتي ونقد عام لكل تجاربنا بهدف تطويرها ام سيتصدى لي جماعة(الظروف ليست مناسبه) ويوسعوني هجوما وتجريحا واخيرا فقد ظللنا ندور في ساقية جهنميه لاتترك لنا فرصة لالتقاط الانفاس فلم ننتقد او نكتب خوفا من الظروف بينما عجلى الاخطاء الكارثيه تدور بسرعة خرافيه لن تنتظر ترددنا ومن يدري فقد تدفعنا الدوامه نحو هاوية لاقرار لها فليتنا نتوقف عن ترداد بيت الشعر الجاهلي وما انا الا من غزية ان غوت غويت-وان ترشد غزية ارشد ملاحظه اخيره ________ لقد قسوت على الجميع وخاصة من احببت منهم ولكن لايمكن ان تنتقد ولا تغضب احدا فنحن نحتاج الى من يعلق جرس الانذار على رقبة القط وانا بكل تاكيد لم اورد ما اوردت على سبيل التأريخ واشانة السمعه بل على سبيل ضرب الامثال فلست في حاجة الى من يدافع عن حزبه دفاعا اعمى لان هذه الايام هي الاوقات التى يكون فيها الدفاع الحقيقي عن المواقف هو نقدها بهدف تطويرها

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ابدا لا .. هو الوقت وهو الظرف المناسب تماما لمثل هذا المقال ونحن نرى الآن نفس سيناريو مشاكوس يحل علينا بخروج الصادق ثم اتفاق باريس يليه اتفاق اديس لإبتدار حوار من جديد .. وحقا من فرط عدم ثقتنا في عقلية بعض الساسة وتركيبتهم النفسية وقصر نظرهم وافتقادهم للتفكير الاستراتيجي (الوطني) اصبحنا نخاف من كلمة حوار التي حتما يليها انفصال ما . او تليها مصيبة تحل على رؤوسنا دون ذنب جنيناه سوى ان هؤلاء منا .. الاخ والاستاذ عبدالله نعم لابد من نقد كل التجارب السياسية وليتم ذلك لابد من نقد صريح وعادل يوجه لكل الساسة على الساحة السياسية لتنظيفهم من كل المتعلقات الذاتية والشخصية التي تحيد دور الفرد السياسي في العمل العام الي دور سلبي يلبي فقط حاجياته الشخصية او لو تموضعت لكانت مصلحة القبيلة هي المنتهى . نعم اصبح الساسة قليلا ما يمثلوننا او يمثلوا مطالبنا .. لابد من سن قاعدة بموجبها يحاسب ويراجع السياسي مثل الميزانية اربع مرات سنويا او فاليقادر العمل العام … وبكل اسف تجربة الانقاذ افقدت العمل العام معناه واصبح اقرب الي الوظيفة التي يرتجي صاحبها الراتب والمخصصات .. نعم نحتاج نقدا ونقدا ذاتيا من الساسة ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..