مقالات وآراء سياسية

هل إنتهت الحرب أو ستنتهي قريباً؟

محمد يوسف محمد

 

من يراهان على أن الحرب ستجلب الإستقرار والرخاء للسودان واهم!!

الحرب لا تجلب إلا الدمار والخراب والموت والفظائع وما شهده السودان قليل جداً من ما يمكن أن يشهده من الحرب إذا إستمرت!! فويلات الحرب ودمارها لا يمكن حصره أو تحديد حجمه بواسطة أحد والحرب إن لم تكن من أجل الحق فهي غضب من الله!! وغضب الله وعقابه ليس بالضرورة ان يكون بالخسف او الصواعق او غيرها من المظاهر الخارقة للطبيعة ولكن أيضاً يمكن أن يكون هذا الغضب والعقاب علي أيدي الناس فيسلطهم بعضهم على بعض وقد قال الله تبارك و تعالي :

(قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65 الأنعام) .

 

في المناطق التي كانت تحت الحرب مثل الخرطرم والجزيرة شاهد فيها الناس حجم الدمار والخراب الذي لا يتصور أحد ان تحدثه يد الإنسان، فانت ترى المئات من هياكل السيارات المحطمة والتي أصبحت هياكل فارغة من أي شيء تم تفكيكها ونهبها وما تبقى منها تم تحطيمه وكذلك تري ماحل بالمنازل فقدت السقوفات والأبواب والحوائط والأثاثات وماتبقى منها اصبح مجرد ركام والفوضى والأنقاض تملأ الشوارع وتسد الطرقات في كل مكان!! وكل هذا ليس بفعل قصف أو إنفجار قنابل أو حتى بريح صرصر عاتية كالتي أصابت قوم عاد، ولكن حدث بأيدي بشرية .. أنت تتجول ترى معنى الخسف والغضب الرباني وكيف يسلط الله الناس بعضهم على بعض .. قتلت الحرب الآلاف وكان من الممكن ان تستمر في هذه المناطق انهار الدماء وفظائع بتر الاطراف وتشويه الناس كما حدث في رواندا.

لهذا فإن الحرب غضب وعقاب رباني لا يتمناه العقلاء إلا لضرورة دفع بلاء أكبر منه فالحرب تصبح فرض وواجب على كل قادر على حمل السلاح لرد الغزاة والدفاع عن الأرض والأهل والممتلكات ومن مات دون ماله فهو شهيد.

شان إدارة البلاد عظيم وليس مجرد لعبة أو هدية تمنح مكافاة لحزب أو لجماعة لانها أغلقت الطرقات وقامت بثورة أو تمنح لموظف بالأمم المتحدة لانه نال ثقة الخواجات !! شأن إدارة البلاد قرار مصيري خطير يتضرر من القرار الخطأ الطفل الرضيع وحتى الموتى في قبورهم يتضررون ويتعرضون للنبش وكذلك الزرع والبهائم تضرر منه فقد تم بسبب الحرب قطع أشجار عمرها مئات السنين فقدت هذه الأشجار الأثرية المعمرة حياتها في هذه الحرب وذلك ليس لشق طريق أو إعمار ولكن لتحرق كوقود رخيص ولا يسلم لا إنسان ولا حيوان ولا جماد من الضرر لهذا من حق الجميع المشاركة في إختيار من يحكمهم وأن ينتقلوا من خانة المتفرجين الى خانة المشاركين في إتخاذ القرارات بما انهم يدفعون ثمن هذه القرارات من دمائهم واموالهم وممتلكاتهم وهذه المشاركة تكون عبر إختيار من يمثلهم تمثيل حقيقي بالوقوف مع القرارات الصائبة فيجنبهم الدمار ويجلب لهم الرخاء والإعمار وهذا ليس ضرب من المستحيل ولكن مطبق في كل دول العالم الأول التي نهضت وتقدمت بآلاف السنين الضوئية فالنهضة هناك لم تتم بالسحر ولكن بالقراءة السليمة للواقع والمستقبل وإتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

فهل إنتهت هذه الحرب او ستنتهى بالنصر في دارفور قريباً؟ .

 

mohamedyousif1@yahoo.com

‫2 تعليقات

  1. مقال جميل زي ماعودتنا يا استاذ محمد
    هذه الحرب لم تنتهي ولن تنتهي قريبا والله يكضب الشينه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..