الخُلع ونظام الإنقاذ الشاذ ……………

مُخطئ من يعتقد أن ثورة أكتوبر ما كانت لتقم لولا أن( ضابط بوليس ) أخطأ التقدير, ذلك ان ثورة أكتوبر قامت وفقاً لكافة موجبات قيام الثورة حيث كانت ظروفها الموضوعية والذاتية قد اكتملتا وما كان لثورة أكتوبر الا ان تقوم في ذلك الوقت اخطأ ذلك البوليس ام لم يُخطئ ، ذلك ان مثل ثورة أكتوبر 1964م ، ماكان لها ان تشتعل لمجرد خطأ من شرطئ او أي احد كان ، حيث ان ظروفها الموضوعية والذاتية التي اكتملتا ، ذلك انها لم تكن وليدت لحظته، كما يروج لها البعض وهم يقصدون تبخيس دول الشعب السوداني وقادته ،حيث جاءت ثورة أكتوبر كنتاج طبيعي لعمل دؤوبٍ ومستمر تراكم حتى بلغ مداه في ظل وضع مختلف تماماً عما هو حادث الآن ، حيث كانت في السابق وسائل وأسباب نجاح الثورة متوفران في ذلك الوقت متثملة تلك الأسباب والوسائل في وجود نقابات تقودها كوادر واعية قوية ومؤسسة عسكرية وشرطية كان منسوبيها يتمتعون بوطنية عالية متسربلة بالصدق والشجاعة والشعور بالمسؤلية تجاه الشعب ، ويصدق ذات القول على انتفاضة أبريل1985 والتي لم تكن قد حدثت صدفة. كما يروج لذلك بعض من الغافلين عن الحقيقة ان لم يكونوا سذج .
ان ثورة أكتوبر وانتفاضة ابريل كانتا نتاج لعمل دؤوب متصل قام به مجموعة من الشرفاء الشجعان الذين بذلوا الغالي والنفيس وفي سبيل ذلك ساندتهم قواعد لنقابات قوية وقيادات لمؤسسة عسكرية وشرطية وطنية انحازت لشعبٍ ابي شجاع ، صحيح ما كان لكل الجهود ان تتوج بالنجاح وتحقيق هدف الثورةوالانتفاضة لولا وجود تلك المؤسسات في ذلك الوقت وهاذين وهذان هما العنصران المفقودان اليوم ، حيث دجن نظام الإنقاذ الحركة النقابية وخصاها حتى افقدها فحولتها تماماً وسيس المؤسستين العسكرية والشرطية حتى افقدهما صفتها الوطنية التي حلت محلها الصفة الحزبية ، وقد افرغت هاتين المؤسستين من محتواهما الوطني تماماً الى محتوى اما حزبي او محتوى لا طعم له ، وهذا ما سبب تأخير قيام الثورة ضد نظام الإنقاذ ، واليوم لن تجد قيادة الثزورة ضد نظام الإنقاذ من بد الا ان تبحث عن وسائل بديلة لمسانتدها حيث تصبح الخيارات مفتوحة على فضاءات قد تضيق حتى تنتهي الى الحاجة لحماية مسلحة لحماية ظهرها حيث لن يكن لها ظهر كما كان الحال بالأمس ، حيث لاخيار ثاني في ظل مؤسسة عسكرية وشرطية تفتقران للهيكلة الوطنية التي تمكنها من الإنحياز لشعب ثائر ، ما يجعل هذا الشعب يشعر بانه في حاجة الى بديل يقوم بحمايته والانحياز له اذا ما انتفض ضد نظام لا يخشى الله فيه ، وقد جربها من قبل في سبتمبر من العام المنصرم ، وقديماً قيل :(الجرب المجرب تحيق بيهو الندامة ) ، ومن المؤسف له ان هذا العوار الذي أصاب مؤسسة الشرطة والمؤسسة العسكرية قد أصاب كافة مؤسسات الدولة الأخرى وقد تجاوز العظم الى النخاع اذا جاز لنا ان نعتبر ان السلطة القضائية تمثل ذلك النخاع ، ومن المعروف ان إصابة النخاع ليس لها من برؤ إلا بكسر العظم ومن ثمّ إزالة موضع الاصابة بعد إزالة مصدر سببها كليةً ، وهذا ما سوف يحدث إن لم يرعوي قادة نظام الإنقاذ وما لم يسعفهم الله بشئ من الحكمة والشجاعة لتجاوز ما هو آتي الى ما ينبغي ان يحدث ظوعاً واختياراً بدلاً من ان يأتي قسراً فيكلف الوطن والشعب مهراً يبدوا انه سيكون غالياً سيدفع جله اهل الإنقاذ ومن شايعهم وبهكذا نتائج يأتي نظام الخًلع ..

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..